الصراع الطائفي النصراني و أثره على الصراع الدولي.. : الحرب العالمية الأولى أنموذجا

الملخص AR

تتناول هذه الدراسة حقيقة الصراع الطائفي النصراني، و مدى مصداقية التفسير العقدي لأحداث التاريخ الأوروبي الكبرى، لا سيما الحرب العالمية الأولى.

و قد قسمت الدراسة أنواع الصراع الطائفي إلى قسمين الكاثولكي—الأرثوذكسي، و الكاثوليكي— البروتسانتي و أعرضت عن الصنف الاخير (الأرثوذكوسي) لعدم أهميته في هذه الدراسة.

تستعرض الدراسة تاريخ هذه الصراعات، و الدور الذي لعبته في تكوين العقلية السياسية الغربية، مع ذكر أمثلة للحروب التي ظهرت فيها هذه الطائفية جلية كحرب القرم و الخرب النمساوية—البروسية ؛ و كيف أن هذه الحروب مهدت للحرب العالمية الأولى التي كانت حربا طائفية بامتياز.

ينتقل الحديث بعد ذلك إلى التفصيل في الدوافع الطائفية التي تسبيت في اشتعال الحرب العالمية الأولى التي كانت الدولة العثمانية طرفا فيها.

مع محاولة بيان أن هذه الحرب لم تكن في المقام الأول حرباا لمصالح دنيوية -كما يشاع- بل كان الهدف منها دينيا، يتلخحص في : إضعاف دولة الإسلام، و طائفة الأرثوذكس من النصارى.

كما تم الحديث بإيجاز عن مستقبل الصراع الطائفي النصراني، و كيفية استثماره لصالح المسلمين.

و ينتهى البحث إلى أهمية دراسة الصراع الطائفي بين أصناف النصارى، و ضرورة توجيه الجهود المؤسسية للبذل في هذه الحقل ؛ لما يعود به من نفع على صانعي القرار و العلماء و المفكرين.

مع ملاحظة أن جل ما حدث في التاريخ الأوروبي لا يزال يؤثر في العقلية الأوروبية، و أن دراسة هذا التاريخ تهيء الباحثين و مؤسساتهم لاستشراف المستقبل بصورة أكثر اتزانا.

و قد آثرت أن أنهج بالدراسة المنهج التاريخي لغياب كثير من حقائق التاريخ الأوروبي عن القارئ العربي ؛ فكان لا بد من استعراض الهم في ذلك التاريخ حتى يمكن الحكم عليه.