الصكوك الإسلامية كأداة فعالة للتمويل : نموذج محاكاة الأثر على عجز الموازنة و الدين العام في الاقتصاد المصري

الملخص AR

يواجه الاقتصاد المصري العديد من الاختلالات الهيكلية، / أضيف إليها في الآونة الأخيرة العديد من التحديات، متمثلة في الانخفاض الحاد في معدلات النمو الاقتصادي، و انخفاض جوهري في رصيد الاحتياطات من النقد الأجنبي، و انخفاض معدلات الادخار لدرجة لا تلبي متطلبات زيادة معدلات الاستثمار، كما يرتفع الدين العام حاليا ليقارب 103 ترليون جنيه مصري، و هو ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للدولة و يتزايد معه أعباء خدمة الدين حيث تلتهم الفوائد ربع مخصصات الموازنة.

أيضا فإن عجز الموازنة الذي تجاوز 30 % يؤثر على تقديم الخدمات للمواطنين و القيام بالاستثمارات العامة اللازمة لتحقيق النسبة المستهدفة للتنمية الاقتصادية، و من ثم تجد الدولة نفسها مضطرة للمفاضلة بين مجموعة من أدوات التمويل التقليدية المتمثلة في المشاركة (أسهم و الاستثمار الأجنبي المباشر و bot و الاقتراض (أذون خزانة وسندات و قروض دولية) أو أدوات التمويل المستحدثة متمثلة في الصكوك الإسلامية.

و هذه الدراسة تتمثل في تقيم دور الصكوك الإسلامية كأداة فعالة للتمويل و دراسة أثر استخدامها على الدين العام باستخدام نموذج افتراضي لمحاكاة الأثر على الدين العام و عجز الموازنة في الاقتصاد المصري.

و تعتمد هذه الدراسة على الأسلوب التحليلي و الاستقرائي لاختبار فرضين هما هل استخدام الصكوك في التمويل يكون لها أثر إيجابي على عجز الموازنة العامة.

و الثاني هل لها أثر إيجابي على تخفيض الدين العام.

تضمنت الدراسة ثلاثة مباحث هي المفاهيم الأساسية حول الصكوك الإسلامية ثم تجارب بعض الدول التي استخدمت الصكوك بصفة عامة و الصكوك الإسلامية بصفة خاصة كأداة للتمويل.

و اخيرا الصكوك الاسلامية في الاقتصاد المصري القانون و الأثر الاقتصادي المتوقع.

و تضم هذه التجارب الصكوك الاسلامية في ماليزيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية، قطر، البحرين، تركيا، ايران، أندونيسيا، السودان ثم الصكوك بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ألمانيا، فرنسا.

و قد توصلت الدراسة إلى أن استخدام الصكوك بشكل عام – و الصكوك الإسلامية بشكل عام- و الصكوك الإسلامية بشكل خاص- كان لها أثر إيجابي في تجارب كل الدول سواء على الدين العام أو عجز الموازنة و أن النموذج الافتراضي لمحاكاة الأثر أثبت التأثير الإيجابي للتمويل بواسطة الصكوك على فجوة الادخار المحلية و عجز الموازنة العامة و الدين العام الداخلي و توصي الدراسة بأن تقوم الدولة بإعداد المناخ الملائم و المتطلبات اللازمة لنجاح نظام الصكوك مثل كفاءة دراسات الجدوى و دعم استخدام صكوك التبرع و صكوك الوقف في التمويل الاجتماعي للتمية بالبلدان الإسلامية و نشر ثقافة الصكوك الإسلامية في أوساط مجتمعات الأعمال بوصفها أدوات مالية تقدم حلولا مالية تقدم حلولا مبتكرة لهم في مجال حشد و توظيف الموارد.

و محاولة الاستفادة من الاعتراف الدولي للصكوك الإسلامية في تطويرها بنفس وتيرة تطور المصارف الإسلامية.