المرأة المسلمة بين التأثيرات الواقعية و المفهومات الإسلامية

الملخص AR

إن قضية المرأة هي قضية كل مجتمع في القديم و الحديث، فالمرأة تشكل نصف المجتمع من حيث الأهمية، و هي أجمل ما في المجتمع من حيث العواطف، و أعقد ما في المجتمع من حيث المشكلات، و من ثم كان من واجب المفكرين أن يفكروا في قضيتها دائما على أنها قضية المجتمع أكثر مما يفكر الرجال فيها على أنها قضية جنس و تمتع أو مبهج.

تحوم حول المرأة مؤثرات خارجية كثيرة تؤثر في نشأة المرأة و تفكيرها و مستقبلها في عالم تتسم بسرعة الانتشار و التقدم التكنولوجي و التقليد الأعمى، في النواحي المادية و التراثية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها، مما تعج بها بيئتها من مغريات، و عدو متربص و خصوم و أصدقاء، و حاجات اقتصادية و صحية، و عوائق ترجع لتخلف المجتمع، و تتجدد يوما بعد يوم.

０.

جاء الإسلام فأنصف المرأة الإنصاف كله، و أسبغ عليها ألوان التكريم و الرعاية شيئا كثيرا، ما كانت لتناله لولا الإسلام، و صحح نظرة الأمم و الحضارات إليها و ردها إلى الجادة المستقيمة، فرفع عنها لعنة الخطيئة الأبدية، و وصمة الجسد المرذول بعد أن لهجت أمم بذكرها ردحا طويلا، و اتخذتها سبيلا للطعن في المرأة و الإزراء بها و هضم حقوقها.

إن المرأة أصبحت اليوم محورا أساسيا من محاور عمل كثير من المنظمات و الجمعيات (الحكومية و غير الحكومية) التي ترفع لواء الحرية و المساواة و حقوق الإنسان، مؤكدين كون الأسرة أقدم مؤسسة اجتماعية يدعون أن الرجل يتسلط من خلالها على المرأة، و يمارس عليها أشكال القهر، لذا فإنهم يرون ضرورة التخلص من الأسرة من خلال التمرد على التعاليم الدينية، و المبادئ الفطرية، التي أرست دعائم الشعوب و الأمم على مر التاريخ البشري.

و للمرأة في واقعها اليوم الحق في الدفاع عن حقوقها، و هو حق لم يرفضه الإسلام، لذا فعلى الجميع المساهمة في نهضة المرأة و تعبئتها بما يليق بمكانتها التي حفظها لها الإسلام، بما يعيد لها كرامتها و احترامها و فاعليتها، و إخراجها من حالة الجمود الذي يصل إلى درجة الغياب الكامل، إلى حالة الفاعلية بما يحقق لها الحضور الاجتماعي العام،...

و ذلك عن طريق التنمية البشرية خاصة بالمرأة تضمن لنا عدم الانفلات، لأننا لا يمكن أن ننتظر أي تطور اجتماعي فاعل و متوازن بمعزل عن المرأة.