النقد الاجتماعي

الملخص AR

لقد كان الأدب یظهر على الدوام في صلة متینة بمؤسسات اجتماعیة معینة، حیث إلا نكاد نستطیع في المجتمع البدائي أن نمیز بین الشعر من العمل أو اللهو أو السحر أو الشعائر...الخ، و هذا ما یؤكد لنا أن الدعوة إلى توجیه الأدب وجهة اجتماعیة ترجع إلى فترات زمنیة أبعد من القرن 19م، إلا أنها كانت مجرد أفكار غیر منهجة لذلك قامت محاولتي هذه بتتبع مراحل تطور هذه الفكرة التي أصبحت فیما بعد منهجا نقدیا قائما بذاته.

و أثناء هذه الدراسة التاریخیة التطوریة لهذه الفكرة تبادرت إلى ذهني تساؤلات عدة حول صالت الأدب بوضع اجتماعي معطى، بنظام اقتصادي و اجتماعي و سیاسي، و كیفیة تأثیر المجتمع في الفن ؟ هل الأديب مماثل لنفسه متمیزا في عطائه و نتائجه عما یجري في المجتمع من خطوب و أهوال ؟ أم إنه یكون مجرد ملتقط لما یجري فیه و مترجم لما یحتدم بین طبقاته الاجتماعية ؟ هل یحتاج الكاتب إلى مرجعیة اجتماعیة یستمد منها إلهامه ؟ و من ثمة هل المرجعیة الاجتماعية ضروریة لقیام أدب من الآداب ؟ و سنحاول في بحثنا هذا الاطلاع على المنهج الاجتماعي في الأدب الحدیث باعتباره أحد المناهج السیاقیة انطلاقا من أن معالجة الأدب من الناحیة الاجتماعية لا تتنافى مع الإبداعات الشخصیة المتمیزة لدى الأدباء إذ أن الغوص في الأعمال الأدبية لا یتیسر ألا في الإطار الاجتماعي الذي ینطلق منه الأدب و یلتفت إلیه.