الرحمة من سجايا الشخصية القيادية لنبينا الكريم محمد (صلى الله عليه و آلة و سلم)‎ : دراسة تحليلية

الملخص AR

لقیادة مهمة صعبة یتطلب النجاح فیها خبرة و ممارسة، و كلما كان القائد أكثر علما و اغزر تجاربا كان نجاحه في مهمته مضمونا، و القائد یحتاج إلى الحزم و الشدة لیطیعه الجنود و ینفذوا أوامره في الساعات الحرجة، هذان الأمران لم یكونا من مكونات الشخصیة القیادیة لنبینا الكریم صلى الله علیه و آله و سلم، فهو لم یدرس القیادة و لم یمارسها قبل البعثة الشریفة، و هو ما كان فظا غلیظ القلب مع جنوده فهم یطیعوه طاعة خالصة بسبب الأوامر الإلهية المتمثلة بآیات كریمات كثیرات، و على الرغم من أن البعض من المنافین المندسین في صفوف المسلمین كانوا یحاولون إلحاق الضرر بجیش النبي صلى الله علیه و آله و سلم إلا انه كان رحیما معهم و كان یقول (لا یتحدث الناس أن محمدا یقتل أصحابه).

كان صلى الله علیه و آله تجد الأعذار لمن یخطأ من أصحابه و كان في ذلك معلما لهم یعطیهم دروسا في القیادة السلیمة.

و تعدت حدود رحمته أصحابه لتصل إلى أعدائه، فكان رحیما بالأسرى و كانت توجیهاته إلى صحابته الإجلاء تأمرهم بالرأفة بالمرأة و الطفل و الشیخ الكبیر.

لقد كانت تلك السیرة الشریفة للنبي القائد مدرسة تعلم منها الصحابة أسس واسالیب القیادة السلیمة سواء باختیار القادة أو التوجیهات التي تصدر إليهم أو كیفیة ممارستهم مهامهم القیادیة، و كانت الانتصارات الباهرة التي حققوها في الفتوحات ثمار الخبرة الكبیرة التي حصلوا علیها من المدرسة القیادیة النبویة.