فضاءات العولمة و جودة التعليم العالي

الملخص AR

التعليم العالي واحد من محددات إنتاجية أية دولة لأنه يقدر إنتاجية الفرد فيها عن طريق الخبرات التي يكتسبها و القدرات و المعارف التي يتسلح بها، فالتعليم العالي هو أحد عناصر الصرح العولمي، و إذا كنا نريد مواجهة العولمة و لا خيار لنا في ذلك و لا بدّ أن يكون لنا تعليم متميز يقوم على الفهم و التحليل فلا نستطيع مواجهة الصراع بقوة عمل نصف متعلمة.

إن للتعليم الجامعي في حد ذاته أهمية قصوى، فهو يعد مرحلة ما قبل الحياة العملية إذا صلح صلحت الحياة العملية، و العكس صحيح، فهو بذلك لا يقتصر دوره على المناهج العلمية التي تدرس تحت مظلته بل يمتد هذا الدور ليشمل الرفع من قدرات التفكير العليا و تنمية المهارات و تشجيع أصحاب المواهب و الميول سواء كانت علمية أو أدبية، و توجيهها بما يحقق التنمية الشاملة المستدامة.

و لكي تُعدَّ المجتمع للتحديات القادمة من خلال تعميق المعرفة و توسيعها و الخوض في فروعها.

و يبقى تحدي البحث العلمي مطروح أمام الجامعة في عصر العولمة أكثر منه في أي وقت مضى.

فالتعليم الجامعي يشهد حالياً تطورات عديدة، فيما يسمي بالتعليم عن بُعد عن طريق وسائل الاتصال الإليكترونية.

و فيض المعلومات الرهيب من حيث الكم و الكيف، مما يدعو بالضرورة السعي الجاد إلى تطوير جامعاتنا التقليدية و إمدادها بكافة الوسائل التكنولوجية لمواجهة تحديات العولمة، و متطلبات سوق العمل المتجددة مما يفرض مخرجات تعليمية و مهارية عالية قادرة على أن تنافس و تتحدى المهارات و الخبرات الوافدة إلينا من الخارج، و هذا هو دور الجامعة الحقيقي سواء كان مباشراً أو غير مباشر.