التوجيه البلاغي لقراءة الإمام نافع في سورة البقرة

الملخص AR

يتناول البحث توجيهات بلاغية لبعض ما قرأ به الإمام نافع بن عبد الرحمن (ت 169 هـ) في سور البقرة، و هو محاولة جادة لربط الدرس البلاغي بعلم القراءات، إيمانا من البحث بأهمية الدراسات البلاغية في منح فهم أعمق للغة العربية التي هي لغة القرآن، و بأهمية القراءات القرآنية التي كانت و ما زالت رافدا مهما للدراسات اللغوية العربية.

و البحث إذ يحاول إيجاد توجيه بلاغي لقراءة الإمام نافع و الكشف عن دلالاتها البلاغية، لا يدعي وجود اختلاف في المعاني نتيجة اختلاف القراءات، لأننا نعلم أن هذا الاختلاف ليس اختلاف تضاد و تنافر، و إنما هو اختلاف تنوع و تفسير، و كشف لمبهم، لذا استعان المفسرون بالقراءات، و إنما يثبت البحث أن هذه المعاني و التوجيهات التي تنبثق عن اختلاف القراءات هي إضافة أخرى للمعاني الأول، و هكذا تكون القراءات سببا في وفرة الدلالة للكلمة القرآنية، و تدخل في ركن مهم من أركان الإعجاز اللغوي و البلاغي، فضلا عن أن الخوض في الدرس البلاغي من جهة القراءات القرآنية يفتح آفاقا واسعة لطلبة العلم لأن ميدان علم القراءات ميدان واسع، و لأن المؤلفين الأوائل خلفوا لنا تراثا ضخما في مجال علم القراءات، و هو مدعاة لأن يلج طلبة العلم فيه خدمة للغة القرآن.

و قد اعتمد البحث مبدأ الانتقاء من المواضع الكثيرة التي قرأها الإمام نافع خلافا للقراء الآخرين إيجازا و تناسبا مع حجم البحث الذي يمكن أن يكون نواة لدراسات واسعة.