أهمية الأطلس المدرسي في تدريس مادة الجغرافيا في مراحل التعليم العام

الملخص AR

تحتل المواد الاجتماعية مكانة بالغة في معظم دول العالم.

و يركز الباحث هنا على مادة الجغرافيا من بين المواد الاجتماعية لدراسة الأسباب التي جعلت من تلك المادة مادة يهابها الطلاب و يصعب عليهم استيعابها.

و قد بينت الدراسات في ذلك المجال اهتمام ذوي العلاقة بمحاولة تحسين المناهج الدراسية و نوعية التدريس و توفير الوسائل التعليمية و تحسين أسلوب الكتاب و نوعية إخراجه و غيرها من العناصر التي تهدف إلى تحسين محتوى الكتاب الجغرافي لكي يتمكن الطالب من فهمه و استيعابه.

و على الرغم من كل تلك المحاولات فلا زالت مشكلة الصعوبة لمادة الجغرافيا تشغل بال الطالب، و ولي أمره، و المدرس، و الموجه، مما دفع بالباحث إلى الاعتقاد بأن حل المشكلة يكمن في عناصر أخرى مساندة للعناصر التي تمت دراستها و تطبيقها.

حث يعتقد الباحث أن المشكلة تتركز في عنصرين.

الأول يكمن في حرص مؤلفي كتب الجغرافيا في مراحل التعليم العام على إضافة ما يمكن من الخرائط و الأشكال و الصور و الرسوم البيانية في كل موضوع جغرافي يحتويه الكتاب لأن الضرورة تستدعي ذلك لزيادة الإيضاح في توصيل المعلومة للطالب و المتابعين له.

و على الرغم من يقين الباحث بأهمية ذلك الاتجاه، إلا أن التحليل الذي أجراه الباحث لمحتويات الكتب الجغرافية بين أن هذا الأسلوب قد أثر سلبيا على المادة العلمية المكتوبة عن طريق اختصارها و عدم التوسع في شرح المواضيع التي يحتويها الكتاب الجغرافي (رغبة من المؤلف في عدم الإطالة أو تضخيم الكتاب الجغرافي) لدرجة جعلت عملية الفهم للمكتوب واقعا ملموسا و مشكلة يعاني منها الطالب.

أما العنصر الثاني فهو فني بحت حيث أن الخرائط المصاحبة للمواضيع الجغرافية قد أدخلت في حيز صغير جدا و هو حيز الكتاب المدرسي.

هذا الحيز لا يساعد تلك الخرائط من الناحية الخرائطية على توضيح المعلومة المراد إبرازها بوضوح لأن لكل خريطة مقياس يمكن التعرف من خلاله على درجة وضوح محتويات كل خريطة.

مع ذلك فإن معظم الخرائط المصاحبة لا تتمسك بتلك القاعدة مما نتج عنه خلط بين الخرائط المطلوبة و المعلومات التي يجب أن تظهر عليها و المقياس المناسب لكل موضوع.

و قد قام الباحث في البداية بالتأكد من أن المشكلة لا تزال فعلا قائمة و ذلك عن طريق زيارات ميدانية لعدد من المدارس تم خلالها لقاء عدد من المدرسين و الطلبة بالإضافة لسؤال بعض أولياء أمور الطلاب.

و بناء على تلك الزيارات قام الباحث بإجراء تحليل وصفي لمحتويات كتب الجغرافيا في كل مرحلة من مراحل التعليم العام مبينا من خلال التحليل ارتباط محتويات كتب الجغرافيا بالمشكلة التي قام عليها هذا البحث.

كما قام الباحث بعمل استبانة لمدرسي مادة الجغرافيا في مراحل التعليم العام بمنطقة الرياض.

و قد تضمنت الاستبانة عددا من الأسئلة التي تدور حول العناصر التي يعتقد الباحث أنها السبب في صعوبة فهم مادة الجغرافيا في مراحل التعليم العام.

و من خلال ما توصل إليه البحث، قدم الباحث حلا مساندا يكمن في ضرورة ربط المواد الجغرافية في مراحل التعليم العام بأطلس مدرسي تتمشى فصوله مع فصول و مواضيع الكتب الجغرافية في مراحل التعليم العام على أن تخفف الخرائط و الأشكال و الصور من الكتاب المدرسي و يحل محلها توسعا غير مخل للمواضيع الجغرافية التي يتضمنها المنهج و بأسلوب يساعد الطالب و المدرس و ولي أمر الطالب على تفهم المواضيع الجغرافية التي يتضمنها الكتاب المدرسي في كل مرحلة من مراحل التعليم العام.