النقد القصصي عند الدكتور عبد الإله أحمد

الملخص AR

أخلص الدكتور عبد الإله أحمد لمنهجه في نقد القصة إذ استطاع أن يقدم للقصة العراقية أفضل الدراسات على وفق المنهج السوسيو تاريخي الذي أرشف للقصة العراقية على مدى أربعة عقود من الزمن استطاع من خلالها أن يربط القصة بظروفها و بواقعها المعيش منطلقا من أن الأدب مرآة لحياة الفرد و المجتمع فدرس ملكات القاص و قدراته و إمكاناته التي تؤهله لكتابة القصة مستظهرا نمو وعي القاص في كل مرحلة من مراحله متتبعا نضج أدواته و تأثير الظروف المحيطة به و كاشفا عن عناصر بناء القصة من حيث البنية الشكلية و التعبيرية، إذ كان يؤمن أن أهم عناصر القصة على الإطلاق هي اللغة سيدة الإبداع و صاحبة السلطة في التأثير فقد يضيع الموضوع الجديد و المبتكر و قد لا يلاحظ القارئ تقنيات بناء القصة إن لم تكن ثمة لغة متفردة في عرض المضمون و في التأثير في القارئ، فاحتفى بها و سيدها على بقية العناصر، و ظل يرصد حركة القصة مؤرخا و ناقدا و محللا و كانت نقوده لا تخلو من صرامة وحدة في بعض الأحيان و عذره في ذلك هو المنهج الذي ينبغي ألا يجامل أحدا على أحد كانت نزعته السوسيو تاريخية مانعا كبيرا إذ وقفت دون تواصله مع الوسط النقدي بعد هبوب رياح السردية من الغرب و تبني نقاد الموجة التسعينية الصاعدة لها بوصفها أداة في دراسة القصة و بدأت أضواء ناقدنا بالخفوت بسبب موقفه الصارم منها إذ عدها خطرا على الحياة الأدبية فهي كزحف استعماري يريد سلخ الإبداع من جلده و لابد أن يعي النقاد حاجاتهم من الغرب و ما يناسب تكوينهم و حياتهم ففضل (المقاطعة المعرفية) على الدخول في جعجعة المناهج النقدية الحديثة و آثر على نفسه ألا يتورط فيما لا يؤمن به، و وجد الدكتور عبد الإله أحمد نفسه معزولا مجردا من ريادته بسبب السباق نحو طلب مناهج الحداثة لنفسها.

بيد أن آثاره و طريقة دراسته للقصة العراقية ستبقى فريدة مميزة فلولا دراساته لما استطعنا أن نعرف شيئا عن قصاصينا على الأقل فضلا عن هذا فإن الدكتور عبد الإله أحمد حاول أن يعقد موازنة بين ثلاثة محاور رئيسة أولها المجتمع و ظروفه من خلال دراسة قضايا المضمون القصصي و الفكري و ثانيها القاص من خلال متابعة لغة القص و أحواله الفكرية و الاجتماعية و مدى مواكبته لحركات الأدب العالمي و العربي و وعيه بأدواته و بفن القصة على نحو خاص و ثالثها القصة من خلال دراسة بنيتها الشكلية بكشف جنسها الأدبي هل هي قصة أو قصة طويلة أو رواية؟ و غيرها من البنى الشكلية التي تحدد الفن المدروس من خلال قراءة المضمون القصصي و التعبيري و لأجل محاولة كشف نسيجه الأسلوبي باستجلاء عناصر تقنياته الإبداعية.