الأسطورة و ملامح شعبية أخري في شعر السياب : قراءة فولكلورية

الملخص AR

الأسطورة أقدم أنواع الأد الشعبي، وهي لون قصصي يختلط فيه الواقع بالخيال، ويعكس مفهوم الإنسان الأول، ورؤاه الفطرية لمظاهر الكون من حوله.

ولذلك يتداخل في صوغ الأسطورة عوامل الوعي واللاشعور، ويمتزج فيها الزمان والمكان، ويشترك في تجسيدها كائنات بشرية وحيوانية ونباتية.

وهذا التسر الفتي الخاص في بثاء الأسطورة جعلها زاخرة بالرموز ادلالية.

تلك الرموز التي توسل بها الشعراء المعاصرون لإثراء طاقاتهم الفنية، والكشف عن أمنيات بدت لهم ضربا من المحال .

وليس ثمة شك في أن الشاعر العراقي المعروف بدر شاكر السياب هو أكثر شعراء العربية اتكاء على الأسطورة؛ نظرا لتوافقها مع طبيعته الرومانسية، ولكونها وسيلة لاستعراض ثقافته الواسعة في مجال الأساطير الشرقية والغربية.

ولقد اتخذ السيا من الأسطورة قناعا للتعبير عن آرائه السياسية، ووسيلة للإفضاء برغبته في الإصلاح الاجتماعي.

ثم في مرحلة لاحقة للمقارنة بين حالته الصحية المتدهورة، وبين أبطال الأسطورة؛ أملا في حدوث معجزة كالتي حدثت لبعضهم.

ويشبه أسلوب السيا في التعامل مع الأسطورة توجه باحثي الفولكلور في دراسة التراث الأسطوري من حيث المزاوجة الرمزية بين المعاني، واللجوء إلى الإسقاط والإسقاط المعكوس لدلالة على حالة الشاعر الخاصة.

وفي بعض الأحيان، يعمد السياب إلى الجمع بين أسطورتين متماثلتين في نطاق دلالي واحد.

وعلى غرار الشعراء الرومانسيين، لم يستطع السياب إخفاء نفوره من المديئة بمفاسدها الكثيرة، والتعبير عن شغفه بمقط رأسه (جيكور).

تلك القرية الجميلة التي احتضنت طفولته البريئة، وعكست ملامحها الشعبية الأصيلة سمات الحياة الريفية؛ من مبان، وعادات وتقاليد، وجلسات قص ليلية.

ولكم تاق الشاعر لبعثها من جديد، كما تطلع للكفاء من مرض عضال.