مكانة المهاجرة السرية في المجتمع الجزائري و الرقابة الاجتماعية

الملخص AR

ظاهرة الهجرة في المجتمع الجزائري تتميز بخلفية تاريخية، حيث تعرضت إلى العديد من التحولات كما أنها كانت مصدرا لتقدم متواصل نظرا لامتدادها الجهوي و الاجتماعي أي انتشارها في معظم مناطق الوطن و اجتماعيا مست كل الفئات على اختلاف أنواعها جنسيا، ثقافيا، طبقيا.

لقد عرفت الهجرة النسوية في الجزائر مراحل عديدة، في بادئ الأمر كانت تتجسد في مجيء المرأة للبلدان المستقبلة في إطار التجمع العائلي، بصفتها امرأة ماكثة في البيت و هذا التيار الهجري بدأ في السنوات السبعينات، و بعدها أخذ هذا التيار الهجري طابعا جديدا فقد اتسمت هذه الهجرة النسوية بالاستقلالية الاقتصادية و التي تتمثل في العازبات و المتزوجات، فهنا تشارك المرأة في تشكل نظام جديد للحراك الاجتماعي و ذلك حسب المتطلبات الجديدة لسوق العمل و الذي يخضع لنظام العرض و الطلب و برز هذا الحراك في أواخر سنوات الثمانينات.

أما في السنوات الأخيرة نشهد التحاق فئة جديدة بظاهرة الهجرة السرية و هي المرأة، فأردنا تسليط الضوء من خلال هذه الدراسة على أنثوية الهجرية السرية التي أصبحت واقعا مفروضا على المجتمع الجزائري.

إن انضمام المرأة كفئة اجتماعية بصورة متميزة، ضمن ديناميكية ظاهرة الهجرة السرية و اللواتي يظهرن جانبا قويا من الشجاعة في مجازفتهن هذه و تخطيهن هذه المصاعب للوصول إلى أوروبا.

في هذا الصدد تم استجواب أربع حراقات مقيمات بأليكانت (إسبانيا)، في إطـار شراكة بين مركز البحث في الأنثروبولوجـيا الاجتماعية و الثقافية (CRASC)و الوكالة الإسبانية للتعاون و التطور (AECID) فكل حالة منفصلة عن الأخرى و هي كالتالي : • الحالة الأولى : وهيبة المطلقة.

• الحالة الثانية : هوارية العانسة.

• الحالة الثالثة : أمينة الأم العازبة.

• الحالة الرابعة : سميرة ربة الأسرة.

يتراوح سنهن ما بين 22 إلى 40 سنة و مستواهن الدراسي يختلف ما بين الابتدائي و الجامعي و ينحدرن من مناطق حضارية في بلد الأصل و كن يزاولن مهن قبل هجرتهن.

و يصرحن الفاعلات بصعوبة في الاندماج و تجاوز قيود التقاليد و الأعراف، مقارنة بالرجل في إطار مكانتها للمرأة المطلقة، الأم العازبة، الأرملة، العانسة و من الصعب التغيير من مكانتها الاجتماعية و الحصول على فرصة في حياة جديدة، أمام سهولة تغيير الرجل لهذه المكانة كإعادة الزواج بداخل نفس الجماعة التي يعيش فيها.

فهن يبحثن عن معنى لحياتهن، محاصرات في أسرهن و مجتمعاتهن فينتج عن ذلك إحساسهن بالضغط النفسي و الاجتماعي و هذا يؤدي بهن إلى قطيعة مع مجتمعهن الأصلي.