عمل الطفل و تأثيره على ظهور الاكتئاب عنده

الملخص AR

تعتبـر ظاهـرة عمـل الطفـل مـن بيـن أهـم وأخطـر الظواهـر التـي تواجههـا المجتمعات الإنسـانية لما يترتـب عنهـا مـن آثـار و انعكاسـات سـلبية مختلفـة و متعـددة غالبـا مـا يكـون الطفـل ضحيتهـا الأولى.

فانخـراط هـذا الأخير فـي عالـم الشـغل بامتهانـه نشـاطات و أعمـال قـد لا يقـوى عليهـا حتـى الرجـال الكبـار مـن شـأنها أن تحرمـه مـن أدنـى حقوقه ألا و هـو اللعـب و التعليـم، و هـذا مـا قـد يـؤدي إلـى ظهـور مشكلات جسـمية و نفسـية مختلفـة و متعـددة غالبـا مـا تقـف عائقـا أمـام عمليـة الارتقاء السـوي لـه و حرمانـه مـن الفـرص المناسبة لنمـو قدراتـه و إمكانياتـه.

و مـن ابـرز التأثيـرات و التداعيـات الاجتماعية و النفسـية المترتبة علـى ظاهـرة عمـل الطفـل هـي انعكاسـاتها علـى توازنـه النفسـي و صحتـه التقسـية، خاصـة إذا تمظهـر مـن خـلال ظهـور أعـراض اكتئابيـة، إذ يعتبـر (هشـام عبـد الله) الاكتئاب أحـد الاضطرابات الوجدانيـة التـي تتسـم بحالـة مـن الحـزن الشـديد، و فقـدان الحـب و الأمل و الشـعور بالوحـدة، و كراهيـة الـذات و الشـعور بالفشـل، و تحريـف الذاكـرة و نقـص الفاعليـة العقليـة (فـي الجمعيـة المصرية للدراسـات النفسـية، 67 : 2000)، و يؤكـد (عبـد المطلب القريطـي، 1998 : 389) أن الاكتئاب هـو حالـة مـن الحـزن المستمر لا يـدرك الفـرد مصـدره بالرغـم أنه ينتـج عـن خبـرات أليمـة و أحـداث مؤملـة انفعاليـة قـد مـرت به.

و تتميز هـذه الحالـة مـن بهبـوط فـي الطاقـة النفسـية و الحركيـة، و سـيطرة مشـاعر الذنـب و اليـأس و فقـدان القيمـة و أمـا الحالات الحـادة فتميزهـا أفـكار سـوداوية تـدور حـول العدميـة و الموت و المحاولات الانتحارية.

فانطلاقا مـن اعتبـار أن انخـراط الطفـل فـي عالـم الشـغل بإمكانـه أن يمثل أحد الوضعيات التـي قـد ينتـج عنهـا أحداثـا مؤملـة مـن شـأنها أن تـؤدي إلـى وجـود حالـة اكتئابيـة الوضعيـات عنـد الطفـل، جـاءت هـذه الدراسـة للبحـث فـي العلاقـة بيـن عمـل الطفـل و ظهـور الاكتئاب عنـده.