بدايات النهضة الثقافية في منطقة الخليج العربي في النصف الاول من القرن العشرين

الملخص AR

يهتم هذا البحث بواقع الثقافة و الفكر في دول الخليج العربي في إطار الاتصالات و الاحتكاك بين مثقفي الخليج العربي و المفكرين العرب الرواد من مصر و بلاد الشام و العراق خاصة، ثم و دور الصحافة و الطباعة و حركة النشر في هذا التفاعل الثقافي، و تمتد هذه المرحلة منذ الحرب العالمية الأولى و حتى نهاية الحرب العالمية الثانية و التي شهدت انطلاق التيار الإصلاحي من خلال الحركات الإصلاحية في.

لقد أسهم التعليم الحديث و انتشاره و تطوره و تعدد أشكاله، و مجيء الجاليات العربية.

و قد أسهم التعليم الحديث و انتشاره و تطوره و تعدد أشكاله، و مجي ء الجاليات العربية و العاملين في حقل التعليم و الثقافة، و انتشار الصحافة العربية في المجتمع المحلي، و اتساع قاعدة القراء و المتتبعين لمسيرتها و ما تنشره من أخبار و أحداث و متابعات سياسية و ثقافية و اجتماعية، و ازدهار حركة التجارة الداخلية و نطاق التجارة الخارجية بين موانئ الخليج العربي و بعض المدن الآسيوية، و ساهم احتكاك التجار و المفكرين و المتعلمين بالعرب الزائرين لتلك المناطق و المدن أو المقيمين فيها، و اطلاعهم على عادات و تقاليد و طقوس المجتمعات الأخرى التي تجولوا فيها بغرض العمل و المتاجرة، فنقلوا تلك الخبرات و المشاهدات و التجارب إلى السكان المحليين بعد رجوعهم ؛ فأسهموا بما نقلوا من أفكار و مقتنيات مادية و معنوية جديدة في تطوير حركة المجتمع التقليدي.

و شارك المفكرون العرب و الرحالة الرواد في إيقاظ الوعي السياسي و الثقافي لدى سكان المنطقة، و دفعوهم إلى المشاركة و الإطلاع على القضايا العربية المصيرية ؛ كالصراع بين العرب و الاستعمار سواء الفرنسي أو الإنكليزي و الأطماع الصهيونية في فلسطين و كفاح الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني، فانطلقت الكتابات الأولى لمثقفي الخليج ؛ من قصائد شعرية و كتابات أدبية و مقالات صحفية لتعبر عن المشاعر و الأحاسيس القومية لدى هؤلاء الكتاب و المثقفين في المشاركة بهموم الأمة العربية السياسية و الاجتماعية و تطلعاتها الثقافية، و برزت أقلام ثقافية تتلمس الخطى في سبيل أخذ مكانها إلى جانب النخب المثقفة الرائدة في العمل الثقافي و الفكري العربي في القاهرة و بغداد و دمشق و بيروت.