أمن المجموعات الخاصة في بعض المكتبات المصرية : دراسة ميدانية

الملخص AR

تمثلت أهداف هذه الدراسة في تقييم واقع عملية تأمين المجموعات الخاصة بعينة من المكتبات المصرية، و تقديم المقترحات اللازمة لعلاج نقاط الضعف و تأكيد نقاط القوة بها، و قد اعتمدت الدراسة على المنهج الميداني و تم تصميم قائمة مراجعة من مئة و واحد عنصرا و تطبيقها على المكتبات موضوع الدراسة لتقييم و قياس أمن المجموعات الخاصة بها، و كان من أبرز النتائج وجود نقاط ضعف مثل : غياب سياسات أمن المجموعات الخالصة، و نقص التسهيلات المادية و الأنظمة الأمنية الآلية، و نقص عدد و قلة تدريب العاملين، كما أظهرت نقاط قوة مثل : وعي العاملين بالموضوع، وجودة أنظمة الحماية من الحريق، و قدمت الدراسة توصيات لتطوير مقومات أمن المجموعات الخالصة من سياسات و إجراءات و مقومات بشرية و تسهيلات مادية و أنظمة إلكترونية و غيرها تمثل المجموعات التي تقتنيها المكتبات بصفة عامة أهم عوامل فميزها و قرانها دون تنازع، و شكل المجموعات الخاصة (النادرة Special Collections (بالذات أحد عوامل التفرد بين المكتبات، و قد تصل القيمة المالية لما تقنيه إحدى المكتبات من مجموعات خاصة إلى درجة اعتبارها كنوزا مادية بمعنى الكلمة، كما أن القيمة الفنية و التاريخية لبعض الأوعية النادرة يمكن اعتبارها "لا تقدر بثمن".

و قد اهتمت المؤسسات المهنية بوضع المعايير و الإرشادات التي تساعد المكتبات على تأمين و حماية ما تقتنيه من مجموعات خاصة ؛ و في هذا السياق أصدر الإتحاد الدولي لجمعيات و مؤسسات المكتبات lfla معاييره المتعلقة بأمن المجموعات و حمايتها، و خصص منها فصلا كاملا لأمن المجموعات الخاصة (1) و اصدر اتحاد مكتبات الكليات و البحوث ACRL التابع لجمعية المكتبات الأمريكيةala معاييرة المخصصة بكاملها لتأمين المجموعات الخاصة (2)، كما نظمت المكتبة البريطانية في عام ٢٠٠٨ مؤتمرا دوليا لمناقشة أمن المجموعات الخامة حضرة ممثلون عن ثلاث عشرة مكتبة كبيرة (ما بين مكتبات بحثية و وطنية) من أوروبا و أمريكا الشمالية، بهدف مشاركة الأفكار و الخبرات و الدروس المستفادة من ممارسات كل مكتبة على حدة فيما يتعلق بأمن المجموعات الحابسة و البحث عن طريقة للتعاون في هذا المجال مستقبلا.

(3) و تنتهي إحدى الدراسات المسحية الأمريكية التي تناولت أمن المجموعات إلى أنه : إذا كان هناك ثمة شك في، الجدوى الاقتصادية لتأمين المجموعات العادية بصفة عامة، إلا أن هذا لا ينطبق على أمن ”المجموعات الخاصة" التي لا تقدر قيمتها الفنية و التاريخية و المالية بثمن، و أنها هي التي يجب أن تحظى ببرامج و أنظمة فعالة لحمايتها و تأمينها (4).

و تشير معايير اتحاد مكتبات الكليات و البحوث إلى أن أمن المجموعات الخاصة قد اكتسب أهمية زائدة في الوقت الراهن بعد زيادة وعي الجمهور بأهمية و قيمة المجموعات الخاصمة في، المكتبات الكبيرة، و رواج التجارة غير المشروعة لأوعية المعلومات النادرة، و ما يترتب على ذلك من زيادة احتمالات السرقة لتلك الأوعية.

(5) و بحكم العمق التاريخي و الحضاري و الثقافي لمصر، فإن عددا كبيرا من مكتباتها و مؤسساتها العلمية و الثقافية و الدينية تقلني كنوزا من أوعية المعلومات التي تمثل "مجموعات خاصة"، و هي التي تشمل على سبيل المثال و ليس الحصر : المخطوطات و الكتب النادرة و أوائل المطبوعات و الخرائط التاريخية و الأرشيفات و الصور القديمة.

و الحاجة ماسة لحماية هذه المجموعات الخاصة لتبقى أطول فترة ممكنة من الزمن لخدمة البحث العلمي و كهدية قمة للأجيال المقبلة، من هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف واقع عملية تأمين و حماية المجموعات الحابسة التي تقنيها المكتبات المصرية و الوقوف على مدى ممارستها بالكفاءة المناسبة، و التعرف على الجوانب الإيجابية في تلك الممارسات و تأكيدها و دعمها، و كذلك كشف مواطن القصور و الضعف التي تفوقها، مع قديم المقترحات أو التوصيات اللازمة لتحقيق أقصى درجات الأمن و الحماية للمجموعات الخاصة في المكتبات المصرية مع ضمان إتاحتها للباحثين و تشجيع الإفادة منها في نفس الوقت، لا يطغى تحقيق هدف الحماية علة تحقيق هدف الإتاحة و الاستخدام للمجموعات الخاصة بالمكتبات المصرية.