الفصيح و العامي في الحوار القصصي و المسرحي

الملخص AR

سعى الباحث إلى تتبع قضية العامية و الفصحى تعميقا و تقويما، مع الأخذ في الحسبان ما تطرحه دراسات الفولكلور و الأدب الشعبي، و ما يبينه علم اللغة المعاصر.

فهو طرح يهدف التأصيل و الإحاطة.

و من ثم تناول القضية في انعكاساتها في الحوار المسرحي ثم القصصي.

انطلاقا من منهج التأصيل و الشمول في الإبداعات المسرحية و القصصية.

و من ثم الوصول إلى تصور إيجابي للقضية.

ينظر إلى الإيجابي ليعززه، و السلبي ليطوره، دون نفي أو تجاهل.

لذا جاءت خطة البحث ساعية إلى تأصيل هذه الرؤية و تعميقها، عبر الاستعراض النظري لوجود العاميات العربية، و ما تمتاز به العربية من مرونة و قدرة على البقاء و التطور، و هذا ما وضح في الإبداعات المسرحية و القصصية.

و قد جاءت خطة الدراسة في ثلاثة مباحث.

المبحث الأول، و يتعرض لجملة تعريفات و اصطلاحات تتصل بهذه القضية، متعرضة لتطور العربية و تقعيدها، و موقف اللغويين القدامى من العامية، التي كانت عالقة على الألسنة إلا أن النظرة مصوية بالاتهام دوما لها.

كما تطرق إلى رؤية علم اللغة المعاصر و فن الفولكلور لقضية العامية.

ثم جاء تناوله للقضية انطلاقا من سؤال محوري : هل العلاقة بين الفصحى و العامية علاقة صراع أم تحاور.

و قد سعى الباحث إلى تتبع أصول الدعوة إلى العامية في العصر الحديث.

مستعرضا آراء أصحاب الدعوة سواء من العرب أم الأجانب، و تبيان مدى التطرف و الاعتدال في تناول تلك القضية.

فليست مجرد مواجهة بين أبيض و أسود.

بقدر ما إن الدعوة للعامية تماست مع هم لغوي و حضاري، جعل منها دوما قضية الساعة.

ففرضت أسئلة.

و فجرت فكرا.

قادت إلى تطورات في أبحاث اللغويين و أعمال الأدباء.

المبحث الثاني : و تناول انعكاس القضية على فن المسرح في الوطن العربي.

المبحث الثالث : و اختص بانعكاس القضية على الفن القصصي في العالم العربي.

ثم الخاتمة و تشمل خلاصة نتائج الدراسة.

إن هذه الدراسة لا تسعى إلى طرح أجوبة حاسمة عن أسئلة معلوم مقدما أنها أسئلة إشكالية، تتصل ببعض القناعات الفكرية.

التي قد لا تتزحزح نظريا عن موقفها.

إلا أن الواقع الأدبي و اللغوي و المستجدات الإعلامية و الحياتية،-بلا شك.

ستسبب تأثيرات حيوية تتمثل في إعادة النظر في تلك القناعات.

فربما يضيع وقت كثير في التحاور و النقاش النظري، بينما ما يحدث على أرض الواقع هو بمنأى عما تتعاوره العقول و الأقلام.