توظيف التعليم الإلكتروني لتحقيق معايير الجودة في العملية التعليمية

الملخص AR

في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتحولات والتطورات في جميع مناحي الحياة أصبحت الحاجة ملحة لمواكبة هذا التطور لاسيما في مجال التعليم الداعم لأي تطور في أي مجال.

ولشدة التنافس المحموم في عصـرنا الحالي والمطالبة بالجودة الشاملة بمفهومها الشامل وأبعادها التي ساعدت المؤسسات الإنتاجية العالمية الكـبرى على كسب السبق وربح المنافسة والتربع على قاعدة صلبة في السوق العالمية الدولية.

(41) ولتحقيـق هـذه الجودة بمعاييرها على أعلى مستوى فقد اتجه العالم بأكمله إلى إعمال التكنولوجيا بكافة صورها لضمان الجودة المنشودة.

ولأَّن النظام التعليمي الآن يواجه تحديا بخصوص الحاجة إلى توفير فرص تعليمية إضافية وذلك دون الحاجة لزيادة ميزانيات إضافية فإن العديد من المؤسسات التعليمية قد بدأت تواجه هذا التحدي من خـلال تطـوير وتطبيق برامج التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني.

ومن حيث المبدأ لابد من التفرقة بين الـتعلم الإلكتـروني والتعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي والذي قد لا يصبح من السهل توفيره وبالأخص في الدول الناميـة، وبين دورهم كمكمل للتعليم التقليدي فمن المعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعاني من أوجه قصـور ومشكلات، وعلى ذلك فالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، قد يساهم في مواجهة هذه المشكلات والعمـل على حلها(21) ولتحقيق نظم ومعايير الجودة كان لابد من إعداد الطالب للتكيف مع هذا التطوير من جهـة ومع المجتمع السريع التغير من جهة أخرى وذلك من خلال إتاحة الفرصة أمامه وتدريبه على أن يحل المشـاكل التي تواجهه بنفسه، وذلك لن يتأتى إَّلا إذا احترمنا طريقة تفكيره وكشفنا عن طاقاته الكامنـة مـن خـلال توجيهها إلى الطريق التي تجعل هذا الطالب قادرا على حل المشكلات، ومتكيفا مع بيئته التي يعيش فيهـا(6) من خلال تدريبه على التعلم الذاتي.

ومن هذا التوجه العالمي كان لزاما بالأحرى أن تسعى الدول النامية عامة ودول الوطن العربي خاصة إلى تحقيق معايير الجودة في العملية التعليمية من خلال طرق هذه المجالات المستحدثة وبقوة ولهذا جـاء دور هـذا البحث الذي تقدم فيه الباحثة فكرة موقع إلكتروني يمكن الاعتماد عليه في خدمة نظام التعليم عن بعد وتنميـة مهارة التعلم الذاتي عند الطالب حيث يعمل على تطوير القدرات الفكرية والخيالية عند الطـلاب، وتحسـين مستوى الفهم والاستيعاب لديهم، وتنمية مهاراتهم في حل المشكلات والقضايا، ومنحهم القدرة على تكـوين نظرة في الأمور من خلال ما تعلموه في الماضي وما يدرسونه حاليا مع تقديمه للآليات والوسائل المحققة لـذلك بالصوت والصورة مع تبني المناهج الدراسية في شكل إلكتروني يعتمد علـى تحـريض إمكانـات الإبـداع والاستفسار والتحليل عند الطلاب وحثهم على الاستقلالية في اختيارهم وطرحهم للآراء والأفكـار والنقـد الذاتي في عملية التعلم (12)،(18) ، كما يمكن الاستفادة من الموقع أيضا كمكمل للتعليم التقليدي بوجـود إشراف أكاديمي من أعضاء هيئة التدريس لتوجيه الطالب ومساعدته على الاستكشاف داخـل هـذا النظـام الإلكتروني والتشبع بما فيه من علوم والتدرب الكافي على ما يحويه من تدريبات تطبيقية على المناهج في مجـال تخصصه مع أخذ الاستشارات الأكاديمية والدعم وفي هذا تحقيق لمزيد من النفع المأمول.