تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و استراتيجية المؤسسة الجزائرية بين غموض الاستخدام و مفارقة (WOLOS)‎

الملخص AR

على الرغم من كون استخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في المؤسسة الجزائرية ما يزال في بداياته.

رغم الوعي المسجل بشأنه.

لأنه يرتبط باستراتيجية إشهارية.

و هنا لا بد من التأكيد على ضرورة أن تعتمد المؤسسة الجزائرية استراتيجية هيكلة و تطوير كفيلة بتحقيق علاقات تفاعل داخلية و خارجة.

فالتفاعل الداخلي يعني تشجيع الاتصال بمواردها البشرية لخلق اتجاه ايجابي لتبادل المعلومات و تقاسم المعارف.

أما التفاعل الخارجي فهو مراقبة المحيط و انتهاز الفرص بإقامة روابط و علاقات متينة مع مختلف الشركاء، و هذا هو جوهر الاستخدام و التملك الحقيقي لتكنولوجيا المعلومات و الاتصال الذي يساعد على التعلم و تحقيق الشجاعة.

هذا الطرح يجد تبريره في التقاء ثلاثة ميادين و هي الأعلام أم و وسائل الأعلام و الآلي السلكية و اللاسلكية التي غيرت إمكانيات القيادة و بروز رهانات جديدة للرقابة عبر إقامة تحالفات و شراكات تكنولوجية لبناء أنظمة تبادل للمعلومات بين المؤسسات و شركائها على غرار الأنظمة البينية (Inter—entreprises) أو الأنظمة متعددة- المؤسسات (Multi-entreprises) الأكثر مرونة والتي تسمح بإقامة مؤسسات افتراضية مع شركاء غير مستقرين نسبيا أو الاتجاه نحو تكامل نوعي للنشاط التجاري مع الزبائن بفعل التسويق و توسيع قنوات التوزيع و تسيير خدمات ما بعد البيع عن طريق أنظمة خارجية (Extra—entreprises)، و بهذا لا تصبح المؤسسة مجرد تنظيم متمركز حول أصول فيزيائية و إنما تفاعل للمهارات المولدة للقدرة الإنتاجية، و تفعيل تحالفات حقيقية مبنية على هندسة التنظيم الشبكي (organisation réticulaire) الذي يمكن أن يأخذ أحد الأشكال التالية حسب الاتفاقيات و الأهداف و الإستراتيجيات : 1- المؤسسة على شكل (V—firme) ؛ أو المؤسسة الشبكة، و هي تشعبه المغرورات المرتبطة بإستراتجيات اللامركزية للمؤسسات الكبرى، التي تدخل في عمليات تمركز حول نواة من الأنشطة.

فهي تنظيم يقوم حول المؤسسة الحور firme-pivot)، و تتكون من تحالف مؤسسات بأحجام مختلفة.

و عبر هذا التشكل تتحدد و تعطى الموارد المخصصة لمشروع منتج.

٢- المؤسسة على شكل (firme-H H) ؛ أو شبكة المؤسسات، و هي تمثل شركات أفقية يتحقق نموها في إطار أفقي للعمليات الإنتاجية، و يرتبط بتطور أشكال علاقات المؤسسات التي تركز على بعض المراحل من كلمة الإنتاج.

هذه النماذج تتطور في سياق علاقات بينية هي التعاون-المنافسة-الاشتراك التنافسي من أجل إقامة تحالفات مع المنافسة بهدف تعاون أوسع.

في الأخير إذا كانت مفارقة (Solow) قد طرحت صعوبة تقييم مدى تأثري تكنولوجيا المعلومات في الإنتاجية، فإن الروابط الإلكترونية الجديدة قد غيرت بشكل ملحوظ بنية المؤسسة من جهة، و طبيعة العلاقات من جهة ثانية، بكل ما يترتب عن ذلك من تبعات هيكلية في تنظيم علاقة المؤسسة مع متعامليها و مستخدميها و على كافة القرارات الناتجة على حد سواء.

فالمؤسسة الجزائرية اليوم تعيش في ما يسمى العالم الموصل Le monde connecté لذا يتوجب عليها اعتماد استراتيجيات تطوير و هيكلة تعظم الاستفادة من الابتكارات و تنمي أنظمة معلوماتها لكونها السبيل الوحيد لزيادة ذكاء التنظيم الذي ينعكس إيجابا في سرعة وجودة القرارات المتخذة.