الخطاب الأدبي بين الصياغة و الغاية في النقد العربي القديم : دراسة نقدية بين البيان والتبيين للجاحظ

الملخص AR

يتناول موضوع البحث رؤية الجاحظ في الصياغة و العناية بها بما تقتضيه طبيعة الخطاب الأدبي ؛ ليصيب الغرض المراد من موضوعه مع التأثير في نقوس المتلقين بها هو مطلوب.

و حاول البحث أن يستجلى تلك الرؤية، و يكشف أبعادها من خلال تمهيد و ثلاثة مباحث، يبدأ البحث الأول بتناول الصوت و أهميته و دوره في البيان سواء كان مفردا من ناحية المتكلم أو مركبا في إطار النظام اللغوي، ثم يستعرض موقف النقاد و البلاغين القدامى من معيار الصوت و مدى تأثرهم في ذلك بالجاحظ.

و بعد ذلك يأتي البحث الثاني ليخصص بالكشف عن أهمية وضوح الدلالة و ملاءمتها في حالتي الإفراد و التركيب، و توصل إلى أن الجاحظ قد أدرك هذا المعيار مبكرا، و كانت له أصالة في تناوله ؛ مما جعل تأثيره يستمر بقوة في كثير من المؤلفات اللاحقة به، أما البحث الثالث، فقد أفرد للصياغة اللغوية و دورها في التحام بنية القصيدة في الشعر، و ترابط أول الخطبة بموضوعها في النثر، و ينتهي بإبراز أثر الجاحظ في هذه القضية في الدراسات البلاغية و النقدية المتتابعة.

و استطاع البحث أن يبرز اللمحات الذكية و الآراء النقدية الدقيقة الصائبة التي تنبه لها الجاحظ، و فطن إليها في ذلك الوقت المبكر في معالجته لمسألة الصياغة، و التي تقترب إلى حد بعيد—إلى أحدث ما وصلت إليه النظريات اللغوية و النقدية الحديثة.