قراءة تحليلية نحوية لقواعد الاستدلال و نصوصها في كتاب سيبويه

الملخص AR

في حقيقة الأمر أن موضوعة هذا البحث هي قراءة تحليلية لما اسميناه بـ : قواعد الاستدلال التي اعتمدها سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، (تـ 180 هـ) في تبيان القاعدة اللغوية و حكمها النحوي، منطلقا من انموذج لغوي تركيبي و من ثم يأتي إلى ما قالته العرب أو ما نقل عنهم، و هو في هذه الحال نجده تارة يحكم بجواز ذلك التركيب أو اطراده لأنه تمثل بكلام العرب، أو يحكم عليه بعدم الجواز و القبح في استعماله وفقا لما ترشح لديه من مقاييس لغوية تجعله ينحو ذلك النحو، و من خلال مراقبتنا إلى طرائق الاستدلال في كتاب سيبويه، ذهبنا أولاً إلى تحديد تلك الطرائف في الاستدلال، و من ثم تتبع ذلك الانموذج اللغوي (نصوص الاستدلال) الذي اعتمده سيبويه في عملية التحليل اللغوي و استنباط الحكم، لذا تعدد هذا الانموذج اللغوي في كتاب سيبويه و تنوع، و كان له كبير الأثر عنده في دراسته و تحليل كلام العرب، لأن فهم التراكيب اللغوية بعناصرها الصوغية هي الأساس الذي يسعى إليه سيبويه و من جاء بعده من النحويين لكشف ماهية و طبيعة هذا التركيب و معرفة وظيفة عناصره الصوغية، انطلاقا من رؤيتين لغويتين، الرؤية الخاصة التي تعنى بالمباني بوصفها الأساس في عملية السبك و التلاقح بين الألفاظ، و الرؤية العامة التي تعنى بالمعاني و دلالات الألفاظ.

قد اعتمدنا مبدأ الاختيار في هذه القراءة، أي انتخبنا جملة من النصوص الاستعمالية و غيرها التي جاء بها سيبويه في كتابه، كي يفصح -و لو بالقدر المحدود- عن طبيعتها التركيبة المحكومة بالجواز من عدمه.