الموقفان التركي و الإيراني تجاه التحولات السياسية في الشرق الأوسط

الملخص AR

هنالك عدة تطورات حصلت على الأصعدة السياسية و الاستراتيجية و الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط و منها ما ساهم مساهمة مباشرة في تغير الخارطة الجيوستراتيجية لتلك المنطقة.

و منها ما قامت به قوى دولية متمثلة بالتحالف الدولي و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد القطب الوحيد في الساحة الدولية منذ عقود خلت بعد غياب الاتحاد السوفيتي و انهيار المنظومة الاشتراكية، زيادة على الدور الإقليمي الذي قامت به كل من تركيا و إيران في منطقة الشرق الأوسط و قد جاء الدور التركي ليكون متوائما مع الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ضمن التحالف الدولي و لا تخرج و لا نتفرد بمواقفها عن المظلة الأميركية إذ ساهمت تركيا بدور مهم و بارز في التحولات السياسية التي طرأت على المنطقة بعد (ثورات الربيع العربي) في مصر و سوريا و اليمن و غيرها.

أما إيران فقد سعت جاهدة لإثبات وجودها في منطقة الشرق الأوسط رغم لأن علاقاتها بالدول العربية لم تعرف مسارا واحدا منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مما أثر على مشروع إيران الرامي إلى تصدير الثورة إلى مناطق أخرى و منها الوطن العربي و بعد حصول الثورات بدأت إيران تنظر إليها في واقع تأثيرها على مصالحها في المنطقة و محاولة رسم مشروع جديد يتمثل (بثورة الشرق الأوسط الإسلامية) و محاولة فرض نفسها كقوة نووية من خلال تطوير برنامج للنووي الإيراني، من ذلك تبين أن إيران و تركيا تسعيان جاهدتان لاستغلال التحولات السياسية في الشرق الأوسط بشكل يتفق مع مصالحهما الاستراتيجية و السياسية.