آداب التربية و التعليم في التراث الإسلامي

الملخص AR

لقد استلهمت التربية التعليمية الإسلامية و استمدت قواعدها من أصول القرآن الكريم، و السنة النبوية الشريفة، و أكدت تربية النشئ التربية الصالحة و تزويده بمبادئ الدين الحنيف و القيم الأخلاقية السامية، و يعد الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) المثل الأعلى للإنسان في أخلاقه و سلوكه و فيما يتحلى به من محاسن الصفات و الخصال و يشهد على ذلك قوله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا) سورة الأحزاب : ٢١ ؛ فالتربية التعليمية تحول الإنسان من دين إلى آخر و من ثقافة إلى أخرى، و المربي يترك بصماته على الجيل شاء أم أبى.

آداب التربية و التعليم في التراث الإسلامي : يرى التربويون أن الإسلام قد و لد دافعا قويا لتنشيط العمل التربوي عند العرب، إذ جاءت أول الآيات القرآنية مطالبة الإنسان بطلب العلم في قوله تعالى : (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم).

العلق : ١-4 و يتضح من الآيات المذكورة أن التعليم يعتمد على نشاط المتعلم، فهو المطلب بالسعي في طلب العلم و بالقراءة، أما غايات العمل التربوي و التعليمي فهي : دينية (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات).

المجادلة : ١١.

و قد أشاد القرآن الكريم بأهمية العلم و منزلة العلماء، و الفقهاء، و رجال العلم، فقد قال سبحانه و تعالى : (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) الزمر : ٩، كما قال تبارك و تعالى : (وقل رب زدني علما) طه : ١١٤، و قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : "اقترب الناس من درجة النبوة أهل العلم و الجهاد" (الترمذي، 4 / 309، د.

ت)، و لم يفرق الإسلام في طلب العلم بين الرجل و المرأة، فقد روى عن الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) أنه قال : "طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة"، (الترمذي، ٤ / ٣٠٩، د.

ت)، و من المعروف أن الرسول الكريم كان يطلق سراح الأسرى المتعلمين من الكفار إذا علموا عشرة من المسلمين الأميين القراءة و الكتابة.

(عريفج، ٢٠٠٧، ص ٤٣-٤٦) و إذا كان العلم في صدر الإسلام قد حظي بهذه المكانة، فقد ازدهر ازدهارا كبيرا في العصر الأموي، و العباسي و قد اهتم الأمويون بالعلوم النقلية، و هي العلوم ذات الصلة بالقرآن الكريم ؛ كالتفسير، و الحديث الشريف، و أصول الفقه، و القراءات، كما اهتموا بالعلوم اللسانية كالنحو، و الصرف، و البيان و البديع، أما في العصر العباسي فقد اهتم الخلفاء بالعلوم العقلية، كالفلسفة، و المنطق، و الرياضيات، و الطب، و الكيمياء، و قد أغدقوا على العلماء و الباحثين، و أصبحت بغداد كعبة العلماء و المتعلمين، و قد بلغت حركة الترجمة ذروتها، كما قام الفلاسفة المسلمين بنقل الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية و أفاضوا في شرحها كما مزجوا بين الآراء اليونانية و الهندية في الرياضيات، و بفضل المسلمين عرف الأوروبيون آفاقا جديدة، و أيقظوا العقل الغربي بعد سبات عميق في العصور الوسطى.

(عبد الرحمن، ١٩٦٧، ص ١٧٧-١٧٨) و تعد التربية التعليمية في منظور التراث الإسلامي منهجا حياتيا متكاملا يرتكز على تكوين شخصية الطفل (الصبي) المتميزة الصالحة في المجتمع عن طريق تزويده بالأفكار، و القيم، و المفاهيم العربية الإسلامية و مبادئ الدين السمحاء منطلقا من قوله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله) آل عمران : ١10 لقد استلهمت التربية التعليمية الإسلامية و استمدت قواعدها من أصول القش الكريم، و السنة النبوية الشريفة، و أكدت تربية النشئ التربية الصالحة و تزويده بمبادئ الدين الحنيف و القيم الأخلاقية السامية، و يعد الرسول (صل الله عليه و آله و سلم) المثل الأعلى للإنسان في أخلاقه و سلوكه و فيما يتحلى به من محاسن الصفات و الخصال و يشهد على ذلك قوله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا) الأحزاب : ٢١ ؛ فالتربية التعليمية تحول الإنسان من دين إلى آخر و من ثقافة إلى أخرى، و المربي يترك بصماته على الجيل شاء أم أبى.

(الجندي، 1997، ص25)