الزواج المبكر لمن هم دون سن 18 سنة ظاهرة من ظواهر العنف الأسري ضد الأطفال : دراسة ميدانية لدى عينة من طالبات قسم رياض الأطفال

الملخص AR

من المؤكد أن عدم انقطاع سلسلة الجنس البشري مند نبينا آدم و لحد الآن إنما يعود الفضل في ذلك إلى الزواج هذا الحدث المهم الذي يحدث في حياة الأفراد, فهو نقطة استمرارية الحياة.

إلا أن هذا الحدث الإنساني المهم في حياة الشعوب، قد يتعرض إلى مجموعة من التهديدات، تسبب الامتناع عنه أو تأخيره تحت مبررات بعضها و هي مثلما يحدث في الغرب كالاتصال الجنسي غير المشروع و الإشباع الجنسي و الصداقات غير المشروعة التي تؤدي إلى الابتعاد عن الزواج و عدم احترام قدسيته، في حين نجد أن الأسباب التي تقف وراء امتناع أفراد الشعوب العربية عن الزواج أو تأخيره هي ارتفاع المهور، خروج المرأة للعمل، الجهل الديني و العلمي بضرورة الزواج و أهميته و بطبيعته و عليه فإن حجم هذه المشكلة يختلف وفقا لطبيعة المناطق السكانية (الريف و الحضر) ففي حين نجد أن ريفنا لازال يؤكد ضرورة الزواج المبكر, نجد أن ظاهرة تأخر الزواج أو قلته بدت واضحة في الوقت الحالي في المدن, من جهة أخرى, هناك مشكلة قد تكون في بدايتها تتجه نحو الزواج المبكر للقصر (دون سن 18 سنة), حيث كشفت ملاحظتنا الشخصية عن تفاقم حجم هذه المشكلة في عدد من الأسر, يقابلها عنفا أسريا ضد الأبناء الصغار بعمر 18 سنة فأقل, و هاتان المشكلتان تبدوان واضحتين في صفوف عدد غير قليل من الموظفات و الطالبات و على اختلاف مجالاتهم و كذلك بين صفوف بعض الكسبة من الأفراد.

فهل يفضل الزواج المبكر لمن هم دون سن ١8 سنة؟ هل له إيجابياته؟ ما هي سلبياته؟ هل هو نمط من أنماط العنف الأسري ضد الأبناء؟ و تظهر أهمية البحث من كون أن رابطة الزواج بين الرجل و المرأة تعد من أهم ثلاث أحداث كبرى تحصل في الحياة و التي قدرها الله سبحانه و تعالى لكل الخليقة عامة و للبشرية بشكل خاص و هي الميلاد، الزواج, و الموت.

كما يعد الزواج من أهم المدارس التي ينشأ فيها الفرد و يتعلم دروس الحياة المختلفة لإكمال مسيرته الحياتية.

و لكي تكون هذه المسيرة سليمة يجب أن يكون الزواج مبني على أساس سليم من حيث التكافؤ و قدرة الزوجين على تحمل المسؤولية، و يمكن أن يلعب العمر دورا مهما في هذا المجال، فقد يؤثر الزواج المبكر لمن هم دون سن 1٨ سنة بشكل سلبي على ذلك, و قد يكون هذا الزواج مبني على الرغبة أو بإكراه من الأسرة و في هذه الحالة يمكن أن يعد عنفا أسريا, و هذا ما يود البحث معرفته عن طريق التساؤلات التالية : - هل يفضل الزواج المبكر لمن هم دون سن ١8 سنة؟ - هل الزواج لمن هم دون 18 سنة يعد عنف أسريا أم لا؟ ماهي سلبيات الزواج لمن هم دون 18 سنة و ما هي إيجابياته؟ و بعد تطبيق أداة البحث على عينة الطالبات البالغة 125 طالبة توصل البحث الحالي إلى النتائج الآتية : - لا يفضل الزواج المبكر لمن هم دون ١8 سنة.

- يعد الزواج المبكر لمن هم دون ١8 سنة عنفا أسريا ضد الأبناء.

للزواج المبكر لمن هم دون 1٨ سنة سلبيات كثيرة منها : أنه يؤدي إلى طلاق مبكر و نتيجة ذلك شعور الأنثى بالندم, فضلا عن إحساس الزوجين بالتعب بسبب عدم القدرة على تحملهما للمسؤولية.

- للزواج المبكر لمن هم دون ١8 سنة بعض الإيجابيات منها أنه يحافظ على الشباب من الانحراف.

و أوصت الباحثة بالتنسيق مع وزارتي التربية و التعليم العالي و البحث العلمي، بالاهتمام بموضوع العنف الأسري ضد الأبناء عامة، و الزواج المبكر لمن هم دون 18 سنة خاصة لاسيما بواسطة : إدخال مقررات و موضوعات دراسية في المنهاج التربوي تحث على عدم اللجوء إلى استخدام أسلوب العنف لحل المشكلات و منها إكراه الأبناء القصر على الزواج المبكر.

و اقترحت : 1- إجراء دراسة توضح سلبيات الزواج المبكر من وجهة نظر آباء و أمهات المتزوجين مبكرا.

2- إجراء دراسة توضح العلاقة بين الزواج المبكر و بعض المتغيرات الأسرية كالوضع الاقتصادي و الاجتماعي للأسرة الممتدة و النووية.

3- إجراء دراسة توضح أسباب الزواج المبكر.