الرأسمالية و دور الدولة

الملخص AR

حاولت هذه الدراسة أن يحث الأبعاد الأيديولوجية لظاهرة العولمة، و التأكيد على أن العولمة ليست ظاهرة محايدة كما يدعي منظورها، لكنها ظاهرة ذات مغزى أيديولوجي، تسعى من ورائها القوى الغريبة الكبرى للسيطرة على العالم، من اجل تحقيق مصالحهم على حساب غيرهم من الدول.

و إن كانت تلك السيطرة الغربية قد تمت في مراحل تاريخية سابقة بالغزو و الاستعمار، إلا أن العولمة قد أكسبت الغرب آليات جديدة للسيطرة على العالم، و من أبرز تلك الآليات الشركات متعدية الجنسيات، و شبكات المعلومات و الأسواق المالية، مما يوجب تحديد ملامح تلك الأيديولوجية العولمية ؛ لأن الطريقة المثنى للتعرف على العولمة و بالتالي التعامل معها، هو أن نعرف الأيديولوجية التي تمكن تلك العولمة، حتى نحدد أفضل السبل لمواجهتها فيما يستدعى المواجهة، و الحصول على جوانبها الإيجابية قدر الإمكان.

و يستتبع ذلك التتبع التاريخي لجذور تلك الظاهرة في الفكر الغربي الحديث ؛ لأن ظاهرة العولمة ليست مقطوعة الصلة بما سبقها من محاولات غريبة في الهيمنة على العالم.

و قد أكدت الدراسة على آن العولمة ظاهرة اقتصادية بالأساس، لكنها دعمت على الصعيد الفكري بمقولات فكرية تساعد في تقديمها للجمهور باعتبارها آخر ما توصل إليه العقل البشري، في رحلته، فكانت فلسفة ما بعد الحداثة هي الأساس الفكري لأيديولوجية العولمة، و كانت أطروحتا نهاية التاريخ و صدام الحضارات هما السند الفكري السياسي لهذه الظاهرة.