كيفية العدل في العطاء بين البنين و البنات في الشريعة الإسلامية

الملخص AR

أولا : أن العدل : هو الوسط الذي لا يميل إلى أحد الطرفين.

و معناه في الاصطلاح موافق لمعناه في اللغة.

و العطية : هي تمليك ذا منفعة في الحياة بلا عوض و لا استحقاق.

ثانيا : أن العطاء للأولاد قد يكون ماديا و قد يكون معنويا، و المعنوي قد يكون ظاهرا و قد يكون غير ظاهر.

ثالثا : أن العلماء اتفقوا على مشروعية العدل في العطية بين الولد ذكورا و إناثا، و اختلفوا بين قاتل بالوجوب و الاستحباب، و الراجح-و الله أعلم-هو القول بوجوب العدل بينهم في العطاء المادي.

رابعا : أنه لا خلاف بين العلماء في أن التسوية بين الولد في الأمور المعنوية الظاهرة مطلوب ؛ كالتقريب في المجلس و اللين في الحديث و البشاشة عند اللقاء و التقبيل و نحو ذلك.

خامسا : أن عدم العدل بين الولد في الأمور المعنوية الغير ظاهرة كالمحبة و الشفقة لا يؤاخذ به الوالد ؛ لأنه ليس في مقدوره، و لكن ينبغي له أن يخفي ما في قلبه من ذلك.

سادسا : أن الراجح-و الله أعلم-في كيفية العدل بين البنين و البنات أن تعطى البنت كما يعطي الابن دون أن يفضل أحدهما على الآخر.

سابعا : يترتب على عدم العدل في العطية أحكام منها : عدم جواز إمضائها، و لا أخذها، و لا الشهادة عليها تحملا و أداء، و وجوب الإنكار على من فعل ذلك.

ثامنا : أن في تحقيق العدل بين الولد مصالح عظيمة منها : صفاء الأنفس و بر الأولاد و صلاحهم، و في ترك العدل مفاسد منها : الضغينة و قطيعة الرحم و العقوق.

تاسعا : ينبغي للأولاد إذا لم يعدل والديهم بينهم أن لا يقابلوا الذنب بذنب آخر فيعقوا آبائهم.

كما ينبغي لهم ألا يشقوا على والديهم بالمغالاة في محاسبتهم على تحقيق العدل بينهم، فالإحسان إلى الوالدين واجب، و الإيثار بين الإخوة مما حثت عليه الشريعة.

و صلى الله و سلم على إمام العادلين، و قدوة المقسطين، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.