التسامح الفكري و أخلاقيات و ضوابط الحوار عند ابن رشد : دراسة في ضوء نظريته التوفيقية

الملخص AR

من القيم الهامة التي يحتاج إليها عصرنا قيمة (التسامح) التي تعد من فضائل و مكارم الأخلاق التي يمتدح بها الشخص، و التسامح ضد التعصب و الاختلاف و الافتراق، فعدم التسامح مع بعضنا البعض يشيع بيننا روح الفرقة و يؤدي إلى بروز المزيد من الطوائف المتناحرة، و مما هو جدير بالذكر أن التسامح بالرغم من كونه لم يرد لفظا في الشريعة الإسلامية إلا أننا نلاحظ أن ديننا الإسلامي أتى بمرادفات تعطي المعنى ذاته، و الحقيقة أن كل ما في الإسلام من قيم و مبادئ و أخلاقيات هي من منابع التسامح، و المطلوب هو إحياء تربوي لقيم التسامح الإسلامي و الانتقال بها من مجرد الحضور القيمي إلى حضور فعلي و عملي في الحياة الاجتماعية و السياسية، فمن المؤسف أن نجد المسلمين مختلفين متفرقين، فاختلافهم المذهبي على سبيل المثال أدى بهم إلى حدوث انقسامات سياسية مزقت و حدتهم و أضعفت شوكتهم، كذلك العقيدة بدلا من أن تكون مصدرا للوحدة و التعاون أصبحت على يد البعض من المتكلمين مصدرا للانقسام و الذراع ؛ و إذا كان التسامح مع الآخر من مميزات الإسلام الدالة على النظرة الانفتاحية له، فإن فتح أبواب الحوار مع الآخر و تأسيس سبل التفاهم و التعايش يعتبر من الضروريات الأساسية التي تتطلبها المتغيرات الحديثة، من هنا سنتحدث عن التسامح ليس فقط لكونه فضيلة و لكن من حيث كونه قيمة فلسفية غنية تعرض لها الفلاسفة المسلمون لنرى كيف تناولوا هذه القيمة الأخلاقية في كتاباتهم و هل بالفعل هناك فلسفة يطلق عليها فلسفة التسامح ؟ و لنا هنا أن نأخذ نموذجا من الفلاسفة المسلمين لنرى هل كان للتسامح مكان في فلسفته أم لا ؟ ألا وهو الفيلسوف ابن رشد من خلال أهم مؤلفاته.