قضية التوحيد عند صوفية الإسلام بين المعتدلين و المغالين حتى القرن الخامس الهجري

الملخص AR

إن "قضية التوحيد" هي من أهم القضايا التي يؤمن بها كل إنسان متدين على وجه العموم مسلم على وجه الخصوص، و يهتم ببحثها و دراستها الباحثون و المفكرون في مجالات الفكر الديني و الفلسفي، و "التوحيد الخالص" هو أصل الإسلام و ذروة سنامه، و التوحيد-في هذا الإطار الواضح الميسر-هو العقيدة التي يحملها الإسلام إلى الناس كافة و يقدمها للبشر بحسبانها معيارا وحيدا يصحح بها علاقة الإنسان بالله-تعالى-عقيدة و عبادة، و رغم بساطة هذه العقيدة و وضوحها فقد شغلت مساحة هائلة من اهتمام العلماء و المفكرين و الفلاسفة المسلمين، و نشأت حولها تفسيرات و شروحات و أفكار بالغة الدقة، شكلت "علما" مستقلا سمي "بعلم التوحيد"، و قد ظهر هذا العلم في وقت مبكر جدا من تاريخ الإسلام، و لا زال يستمد مبررات وجوده من هذه العقيدة حتى يومنا هذا.

و يعد "التوحيد" مبدأ أساسيا من مبادئ الدين، و معنى "التوحيد" هو الإقرار بإلوهية الإله الواحد القهار و التوجه له مخلصا لوجهه، فالتوحيد هو رأس هذه العقيدة، و هو الشق الأول من الشهادة، و الشهادة هي الركن الأول من أركان الإسلام و ما من نبي أرسله الله سبحانه و تعالى إلا أرسله ليبلغ رسالة التوحيد لله وحده لا إله غيره، فكلمة "لا إله إلا الله" و هي كلمة التوحيد و تبدأ الكلمة بحرف نفي "لا" فتنفى جميع الآلهة عدا إله واحد هو الحي الذي لا يموت و تبدأ الجملة بالنفي لتفريغ القلب مما سوى الله ثم الاستعداد للامتلاء بنوء الله تعالى و توحيده.