مضمرات التأويل : الأنساق الثقافية لظاهرة إتلاف الكتب في الحضارة العربية الإسلامية

الملخص AR

تتوسل الدراسة التالية إلى استنطاق ظاهرة إتلاف الكتب في الثقافة العربية، وعلاقتها ببعض الظواهر المشابهة الأخرى في الثقافات العالمية؛ إذ يمكن وصف هذه الظاهرة بكونها شائعة بين كل الأمم وتضم أربعة ملامح مرت بها المكتبات والكتاب العربي: ملمح الحرق وملمح الإغراق وملمح الدفن وملمح التمزيق أو التقطيع.

وتؤدي كل هذه الملامح وظيفة واحدة وهي وظيفة الإتلاف الذي نتج عن تلق غير عادي للكلمات المكتوبة.

ترمي هذه المحاولة التأويلية إلى الارتهان إلى قراءة نصوص متنوعة قدمت لنا ظاهرة تغييب الكتاب وإتلافه ولذا فإن محاولة التأويل هنا ستكون إجابة أو شبه إجابة عن سؤالين هما: كيف غيب الكتاب العربي بهذه الصورة المتواترة عبر التاريخ؟ وما الأنساق المضمرة التي تتوارى خلف هذه الظاهرة؟ وتقتضي الإجابة عن السؤال الأول المراجعة التاريخية والفحص الدقيق لأحداث متنوعة، وهي إجابة عن سؤال (كيف)، أما السؤال الثاني فإجابته محاولة للكشف عن الأسباب الخفية التي أدت إلى ذلك التغييب، وهي الإجابة المفترضة عن سؤال (لماذا).

سنعرض هنا لأهم الملامح التي استلب فيها دور الكتاب؛ إذ تم العبث به في إطار أحد الأنواع الثلاثة الآتية: الكتابة والإحراق والكتابة والإغراق والرقابة بوصفها إتلافا مجازيا.

ثم نعرض لأهم الأنساق التي تتحكم في الظاهرة وتعيد إنتاجها وهي: ذاكرة الكتابة/ ذاكرة الشفاهية والكتابة والوراقة الكتابة والعمران الإنسان والكتاب تعدد مستويات المعنى الكتاب بوصفه مادة \