التحديات المعاصرة للثقافة الإسلامية : دراسة في الصورة النمطية المتبادلة للسلام و للحرب بين الإسلام و الغرب

الملخص AR

تواجه الثقافة الإسلامية تحديات عدة أهمها العلمانية و التغريب و الاستعمار و العولمة و في ظل المحاولات الراهنة من الدول الغربية و على رأسها الولايات المتحدة لغرض هيمنتها على العالم في مواجهة الأقطاب المنافسة لها و الأخذ في الصعود و احتلالها لأفغانستان و العراق و تهديدها للكثير من الدول العربية و الإسلامية، ركزت الكتابات و الدراسات على الأهداف السياسية و الاقتصادية للهيمنة الغربية الأمريكية و على أساليبها في توظيف آليات النظام الدولي لتصبح (غطاء) لمد هيمنتها على العالم إلا أن المناخ الإعلامي-الثقافي-الحضاري لهذا الصراع لم يحظ بالاهتمام و الدراسة الكافيتين بعد.

و هو مجال بحث الصورة النمطية المتبادلة بين الغرب من ناحية و الشرق الإسلامي من ناحية أخرى و لما كانت مساحة الموضوع واسعة و عريضة، فقد ركزنا على محاور محددة متمثلة بتوضيح ملامح الصور السلبية عن الإسلام في تأكيدها، و ذلك من خلال متابعة الوقائع المتمثلة بالتدخل الغربي-الأمريكي في أغلب الدول الإسلامية و تحليله تحليلا ثقافيا-حضاريا و من قبيل ذلك التعميم الغربي لصفة الإرهاب و العنف بوصفه صفة استم بها الإسلام و المسلمون عامة حسب رؤية الغرب.

و في تحليل متعمق (للنفسية الجماعية) سنبرز كيف يلقى هذا التعميم غير الموضوعي هوى و استجابة في نفس المواطن الغربي إذ أنه يدعم الأساس الذي بنيت عليه نظرة الغربي لحضارات الآخرين بوصفها حضارات متدنية في مقابل نظرته المتمركزة على ذاته الحضارية.

كما تكشف الدراسة كيف أن الرؤية الغربية القائمة على أساس ممارسته القوة تجاه الآخرين تفترض دائما وجود عدو يوجه له هذا العنف حتى إذا لم يوجد هذا العدو، لقد تجسدت عملية الخلق الجماعي الأسطوري أخيرا في استبدال الخطر الإسلامي بالخطر الشيوعي الذي زال منذ عام 1991.

أما الإضافة الأخيرة للدراسة فتتمثل في إبراز موضوعية الحضارة الإسلامية-التي بنت قوتها-في تعاملها مع (الخطر الحضاري) و التفاعل المثمر معه أينما كان في الشام أو الجزيرة أو الأندلس و في فارس و حتى في الصين و هو ما انعكس في تلك (الصور النمطية) المتوازنة للآخرين لما فهم الآخر الغربي كما تناول البحث النظرة الحديثة و الراهنة للغرب و صورته النمطية في عالمنا الإسلامي و التي يغلب عليها نفس الروح الحضارية المنفتحة نفسها و أن حذر من تنامي اتجاه معادل لكل ما هو غربي نتيجة قوة و توالي موجات العداء الغربي للبلدان الإسلامية و هو الموضوع الصعب الذي يعرض علينا المواجهة دونما الوقوع في عزلة حضارية، بل إن دروس التأريخ تؤكد أن التواصل الحضاري كان دائما عونا على تأكيد القوة الذاتية و الهوية المستقلة و هو ما يمثل مبادرتنا الحضارية التي ينادي الجميع اليوم لتجسيدها تجاوزا للمأزق الحضاري الذي نواجهه.

اختص المبحث الأول بالتكييف الثقافي الحضاري للحملة الغربية ضد الدول العربية الإسلامية.

أما المبحث الثاني فتأطر تحت عنوان تحليل العوامل الثقافية-الحضارية في الحملة ضد الإسلام.

و من ثم الخاتمة التي تضمنت أهم الاستنتاجات المتعلقة بالموضوع.