عقيدة المطهر الكاثوليكية : دراسة تحليلية

الملخص AR

تعددت عقائد الإنسان منذ أن أدرك تكليفه، و تباينت في كثير منها تباينا كليا أو جزئيا، و انتقد الناس عقائد بعضهم و اشتد الخلاف و الاختلاف فيها فتعصب من تعصب و تعدى من تعدى و أعرض من أعرض حتى تجادلوا و تجالدوا ، و مع كل ذلك فإن بين عقائدهم مشتركات في المفهوم و المصداق أحيانا و في المصداق دون المفهوم أحيانا أخرى، إما لوحدة الأسس أو لوحدة المعضل أو لوحدة الحكم.

و كان الموت ولا يزال هاجسا كبيرا للإنسان سواء في وقته أو سببه أو ظروفه أو ما بعده و حتى أرقه و شغل باله بل أطار لبه أحيانا، و تناقضت رؤى الإنسان في تصوره لمصيره بعد الموت و داعبت أحلامه في الخلود و تقاطعت مع فعاله في حياته الدنيا .

و في كل دين رؤية للموت و ما بعده، و في كل مذهب تفاصيل لجزئيات ذلك ، و الأمل يحدو الجميع في أن يكون هو و قبيله الفرقة الناجية من العذاب و الطائفة الفائزة بالسعادة الأبدية و الفرد المخلد في النعيم.

و من بين أولئك الطائفة الكاثوليكية و هي أكبر طوائف المسيحية و التي آمنت بفكرة "المطهر" لتكون طوق نجاة لأبنائها الذين ماتوا و هم في خطاياهم يتخبطون الأمر الذي رفضته طوائف المسيحية الأخرى ، و لأهمية هذا الموضوع في السجال العقدي بين طوائف المسيحية منذ قرون و إلى اليوم آثر الباحث البحث فيه في مطالب