الاتساق و أثره في التماسك النصي في الخطاب القرآني : قراءة دلالية في قصة النبي سليمان عليه السلام

الملخص AR

و بعد أن طويت هذا البحث، الخص أهم نتائجه، على النحو الآتي : 1- للتكرار آثار فاعله في التعبير و لعل أبرزها الجانب التأثيري و الوجداني و علاقته بالمتلقي المتمثلة بلفت انتباه المتلقي و التأثير فيه و من ثم إقناعه، فضلا عن التمظهر اللفظي الخارجي الذي يقود الظاهرة إلى معرفة خصائصها و التي تتوضح بفعل تفاعلها مع البنية الأولى غير المكررة، أي الاحالة إلى العنصر الأشاري المذكور أول الأمر في النص مما يزيد النص تماسكا شكليا و انسجاما دلاليا، فتثري دلالات العناصر الاشارية بمزيد من المعاني المستفادة من سياق و رودها لأنها تكتسب دلالات إضافية من سياقاتها الجديدة لأداء أغراض تداولية: كالتأكيد، و تعظيم الامر وتفسير العناصر الأحالية و التذكير...الخ.2 - إن الحذف يستدعي البحث و الكشف عن الشيء المحذوف و لعل هذا الكشف و الاستجلاء هو مهمة يضطلع بها المتلقي، الأمر الذي يحدد القصد و الغاية من الحذف محاولة للنص القرآني أن يسمو بالمتلقي من خلال الولوج لميدان التأويل و الاستكشاف بغية الوصول إلى أعماق النص من خلال البيان المتروك في النص ظاهرا، و بهذا حقق العنصر المحذوف التلاحم و التفاعل بين أجزاء النص.

3 - تدور دلالة الحذف في قصة النبي سليمان عليه السلام حول مساندته في مسيرته الدعوية من خلال : أ.

إعطاءه خيري الدنيا و الآخرة.ب.

نفي نسبة الكفر له.ت.

رد شبهة ذبح الخيل عنه.ث.

إثبات سرعة استجابته و امتثاله لأوامر الله.

4- إن أي نص يقوم على أساس وجود علاقات تحكم سير التفاعل بين النص وعناصره و أن اختلفت من الناحية الشكلية أو المعنوية فأنها تؤدي وظيفة بيانية عامة تسهم في الكشف و الاستدلال عن المعنى للوصول إلى مقاصده المتنوعة، في ظل إطار العطف الذي تؤكده الآداة من خلال حضورها كعنصر يعمل على إيجاد الترابط و التي تتنوع باختلاف السياقات المتبوعة و متطلباتها أو لشدة الارتباط بين المعاني المبثوثة في السياق استوجب الأمر إلى انتفاء الأداة، فالعلاقة هي علاقة ترابط معنوي وثيق بين الطرفين و يمثل هذا التلاحم و التفاعل استمرار للغة الحوار بين النص و المتلقي.5 - إن أي تغيير في النظام التركيبي للجملة يترتب عليه بالضرورة تغير الدلالة و انتقالها من مستوى إلى مستوى آخر، فكل فكرة يستهدف النص التركيز عليها تقدم على غيرها لتحقيق التأثير المطلوب في المتلقي من خلال الترابط المعنوي في سياق تواصلي بين المتقدم و المتأخر.