مساهمة يورغن هابرماس في تطوير التداولية : قراءة نقدية في نظرية الفعل التواصلي

الملخص AR

إن هابرماس ينطلق من خلفيات فلسفية متعددة غير التي ذكرناها و يمنح فكرة متابينة تباين الفلسفة التحليلية الأنجلوسكسونية و الفلسفة المثالية القارية، و هو يجمع بين ميادين بحثية متمايزة و هذا لدليل على سعة اطلاعه على الفلسفات المتعددة و المختلفة في كثير من جوانبها، إلا أنه أحسن استغلال هذه الخلفيات من أجل تشكيل نظرية تواصلية قائمة على جميع تلك الخلفيات نجحت إلى حد معين في تحقيق ثلاثة أهداف : 1- تسهيل عملية التواصل، بحيث أصبحث اللغة أداة للتفاهم، لمختلف المستويات الدنيا و العليا، باستعمال المعنى التداولي.2- تبرير أهمية انعطافه في تحيين النموذج التداولي في مجال السياسة، هذا التحيين الذي لم يخضه لا أوستين و لا سيرل.3- إبراز شأن القدرة التواصلية في تأسيس مجتمع مثالي للتداول و أدوات مثالية للخطاب يتم عبرها الانتقال السلمي للسلطة الديموقراطية.

إن هذا المنعرج التداولي في قراءة الفكر و الخطاب السياسي و الفلسفي، في حقيقة الأمر، لم يكن له تأثير فقط على المستوى السياسي في الاتحاد الأوروبي و إنما ألهم العديد من الفلاسفة و المفكرين في أطروحاتهم الفكرية، و لعل أهم فيلسوف تأثر بالنموذج التداولي التواصلي لهابرماس، هو أكسل هونيت Axel honneth الذي طور براديغم الاعتراف انطلاقا من أبحاث هابرماس التداولية، و سيلا بن حبيب SeylaBenhabib التي طورت نظريتها النقدية في التعددية الثقافية، متأثرة إلى حد معين بطروحات هابرماس المؤسسة على مفهوم الاختلاف.