سؤال العلمية و الموضوعية في العلوم الاجتماعية : مقدمة في موضوع العلوم الاجتماعية

المؤلف

الفراك، أحمد بن صالح

المصدر

مجلة الكلية الإسلامية الجامعة

العدد

المجلد 11، العدد 41 (31 ديسمبر/كانون الأول 2016)، ص ص. 15-27، 13ص.

الناشر

الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف

تاريخ النشر

2016-12-31

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

13

التخصصات الرئيسية

العلوم الاجتماعية (متداخلة التخصصات)
العلوم التربوية

الموضوعات

الملخص AR

نستنتج إذن أن الباحث في العلوم الإنسانية لا يستطيع أن يتخلص من إملاءات اللاشعور الثاوية في عمق بنيته النفسية و الفكرية و من تمثلاته و انفعالاته و عواطفه رغم ما يدعيه كانط من قدرة على التعالي الترنسندنتالي الذي يفصل بين الذات و الموضوع، أي بين الذات العارفة و الذات التي نريد معرفتها.

ذلك أن الذات -كما يؤكد دلتاي Dilthey Wilhelm- متغيرة باستمرار كما الموضوع أيضا متغير.

و "ليس ثمة إدراك نظري لأية حقيقة بدون إدراك طبيعتها و علاقاتها القيمية"، و بناء عليه لا يمكن تحقيق التصور الوضعي في النظر إلى الظاهرة الإنسانية كشيء مثل باقي الأشياء المبتوتة في الكون الفاقدة للإرادة.

ولعل هذا ما يؤكده "فلهلم دلتاي" و"ماكس شيلر"حيث يميزون بين العلوم التي تدرس "المادة" أو "العلوم المادية"، وبين العلوم التي تدرس "الروح" أو "العلوم الروحية"، ففي الأولى يمكن تطبيق المنهج التجريبي القائم على الملاحظة و التجريب،كما يمكن الوصول إلى قوانين علمية دقيقة و ذلك لأن المادة تخضع لحتمية طبيعية.

بينما في الثانية يعجز المنهج التجريبي عن أداء مهمته، و يترك مكانه للفهم والتفسير في عالم موسوم بالحرية والغموض.

و لعل هذا ما استنتجه طه عبد الرحمن بقوله: "والصواب أن تحصيل تمام الموضوعية غير ممكن." تأكيدا لنفس الموقف يرى محمد عابد الجابري أنه من غير الممكن التحرر من الإديولوجيات في الدراسات الإنسانية، و هو التصور الذي أثبتته العديد من الدراسات النفسية و الاجتماعية لما أكدت إخفاق الفلسفة الوضعية في زعمها إمكان تحقيق شرط الموضوعية في العلوم الإنسانية معتبرة أن الفكر العلمي قد حقق آخر الفتوحات العلمية لما تخلص من الميتافزيقا والفلسفة المجردة بصفة نهائية، وطردها من آخر حصونها الإنسان، وكأن تاريخ الفلسفة هو تاريخ تراجعاتها كما يقول "أوغست كونت"، فرأت الوضعية أنه بإمكان تحقيق الدراسة العلمية الموضوعية الدقيقة للإنسان كواقع اجتماعي ملموس بعيدا عن السقوط في الذاتية، و ذلك بتجنب إقحام "الفرضيات غير المحققة و التعميمات الاعتباطية" في المعرفة.

لكن السؤال الإشكالي الذي يطرح على الفلسفة الوضعية هو : هل تستطيع العلوم الإنسانية أن تحقق الاستقلالية و الموضوعية كما الشأن في العلوم الطبيعية ؟ أم أنها تحتفظ بموضوعية خاصة و ناقصة و مزعومة ؟ تجيب "رينيه بوفريس"بأن المعرفة المتعلقة بموضوع الإنسان تظل مشبعة بالذاتية و لا تملك أن تكون محايدة أو موضوعية، بل تظل غارقة في الإديولوجيا، حيث تؤكد أنه من المستحيل مبدئيا أن تتمكن العلوم الإنسانية من بلوغ موضوعية مطلقة أو على الأقل التخلي عن جزء من أهدافها و الاكتفاء بدراسة المظاهر الأولية من الحقيقة أو الواقعة الإنسانية.

ولعل ذلك ما حدا بدلتاي إلى التمييز بين العلم التفسيري الخاص بدراسة الظواهر الفيزيائية و العلم الوصفي الذي يدرس إلى جانب الظاهرة الحياة العقلية التي تنتج المعرفة، أو ما يسميه ب"النسق البنائي للعقل".

مع تطور الفكر العلمي المعاصر حوصرت الدعوات التي تدعي تحقيق الموضوعية العلمية في الدراسات الطبيعية و المجتمعية، و هي تخفي وراءها زعم التفوق و العالمية و الكونية.

ذلك أن "صفة العلمية وصفة الموضوعية، صفتان وصف بهما العلم الغربي المعاصر ليبرر عالميته و تفوقه سواء في العلوم الطبيعية أو الاجتماعية أو الإنسانية".

الملخص EN

There is no doubt that the subject of the human sciences represents human phenomena in its composition and overlap, despite the differences in its curricula and numerous schools that belongs to and varied results that is left with as a trial to understand, interpret and analyze the activities related to it during conducting the search of the truth about man In this regard, it was defined in many ways, among them being the sum of scientific studies using the scientific method in the study of various aspects of activities caused by the human as an individual, group or members of society.

In this sense, it includes branches of sociology, anthropology, and branches of psychology, economics, and some branches of the study of language, and comparative history.

Long ago, it was associated with philosophy as the mother of the science, but it was separated from them during the second half of the nineteenth century, with the advent of positivism, which aims to get rid of all forms of contemplative metaphysical discourse about human , in favor of scientific "study" and "objectivity" of various human phenomena, following the example of the achievements, progress and success of natural science, and its accumulation of knowledge, methods, production and prosperity.

Among the main problematic issues raised while investigating the human sciences the following research problem is illustrated: Is the project of the scientific study of the human phenomenon facilitated as similar to the scientific study of natural phenomenon? Is the scientific achievement of the social sciences only an imitation and copy of the model of the experimental sciences? Is it possible to subject human phenomenon to the same study, which is a subject to natural phenomenon, then human becomes just a phenomenon like any other common phenomena? And ,therefore, what to do in order to achieve the condition of scientificity in the human sciences? Is it via compelling with natural sciences or independence? If it is through adhering , how to overcome the dilemma of the difference between the two? If it is through independence, is there any successful model provided by Humanities as an evidence of its independent scientificity.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

الفراك، أحمد بن صالح. 2016. سؤال العلمية و الموضوعية في العلوم الاجتماعية : مقدمة في موضوع العلوم الاجتماعية. مجلة الكلية الإسلامية الجامعة،مج. 11، ع. 41، ص ص. 15-27.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-799052

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

الفراك، أحمد بن صالح. سؤال العلمية و الموضوعية في العلوم الاجتماعية : مقدمة في موضوع العلوم الاجتماعية. مجلة الكلية الإسلامية الجامعة مج. 11، ع. 41 (كانون الأول 2016)، ص ص. 15-27.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-799052

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

الفراك، أحمد بن صالح. سؤال العلمية و الموضوعية في العلوم الاجتماعية : مقدمة في موضوع العلوم الاجتماعية. مجلة الكلية الإسلامية الجامعة. 2016. مج. 11، ع. 41، ص ص. 15-27.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-799052

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن هوامش : ص. 23-25

رقم السجل

BIM-799052