التحليل الجيومورفولوجي لحوض وادي النساء باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية

الملخص AR

تشكل فيضانات الأودية أحد أنماط الأزمات البيئية في الزمن المعاش إثر تعدي المستوطنات والمحلات العمرانية والسكنية على أنظمتها الهيدرولوجية؛ وذلك إثر غياب تخطيط ممنهج وربما تهميش كثير من دراسات هيدروجيومورفولوجية عنيت بها ووجهت جل اهتمامها لفهم ودراسة اطرها وأنظمتها.

تعد البيئة في إقليم القصيم القاحل بأواسط المملكة أنموذج لبيئة صحراوية بدت فيها أنماطا جنينية لازمات هيدرولوجية هزت نظامها البيئي، بدا ذلك جليا في مواسم التهاطل الكثيف حيث يبدو وادي الرمة ورافده وادي النساء نمطا من أنماط الجريان السيلي في هذه البيئة التي شكلت أغلب ملامحها قبل ما يقارب (5000) سنة، لم يكن لهذا الوادي أي تأثير سابقا عدا ماحل به بعد تحلق محلات عمرانية وسكنية في وحول مجراه، فقد جاوز التعدي حرم وادي النساء، وتمظهرت أحياء ومنشآت وطرق في أغلب قنواتة في قطاعة الأدني، وفي حقيقة الأمر هذا الوضع البيئي الحالي لم يأخذ في الحسبان احتمالية جريان وعودة فيضان هذا الوادي فيما لو عاود السيناريو الرطب القديم دورة كما حصل في أوائل حقبة عصرالهولوسين أو بعض أزمنة الفترة القاحلة قبل 4200 سنة مضت حسب اشارت الدغيري 2011، أو ماحصل في فيضان عام 2008.

إن استخدام أنموذج SRTM) Shuttle Radar Topography Mission) التابع للماسح الراداري الأمريكي للتضاريس، ودعم نتائجة بالتحقق الأرضي وعمل جسات أرضية لأكثر من موقع على طول امتداد وادي النساء، بالإضافة إلى تطبيق وبناء المعادلات الهيدرولوجية باستخدام برمجية Arc Gis، كل ما سبق مكن من استخلاص الشبكة الهيدرولوجية القديمة والحالية في زمننا المعاش في حوض الوادي المذكور، وتم ثبتها خرائطيا وربطها بالنمو العمراني الحالي والهيكلي المستقبلي، الأمر الذي كان نتاجه خريطة جيوهيدرولوجية (هيدروجيومورفولوجية) وأنثروبوجنية لبيئة الوادي في زمننا المعاش، وأكدت النتائج أن أغلب قرارات المخطط والفسوح العمرانية التخطيطية الحالية والهيكلية في هذه البيئة غير موجه وبحاجة إلى تقويم علمي مبني على دراسات علمية مدعمة بالتقنية والتحليل والنتيجة الموثوقة.