أثر الهجرة الوافدة بواحة الفرافرة على سلوكيات السكان المحليين في مكافحة التصحر

الملخص AR

تقسم الهجرة الداخلية إلى أربعة أنماط منها الهجرة من الحضر إلى الريف و أن أهم دوافع الهجرة الداخلية هي الهجرة للعمل، فانتقال الأيدي العاملة له تأثيرات كثيرة على التنمية الزراعية مما يؤدي إلى زيادة مستوى الأجور و انخفاض مستوى الفقر و رفع مستوى الاستهلاك، و لذا اهتمت الدولة بمشروعات استصلاح الأراضي و استزراعها و تكوين مجتمعات جديدة عليها لتنمية الثروة و الإنتاج و الدخل و خلق مراكز لجذب السكان. و تتحدد مشكلة الدراسة في أن للهجرة آثارها على الهيكل الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و السكاني للمجتمع و لها أيضا تأثيراتها المحتملة على ما هو متاح من خدمات و مرافق و بنية أساسية مما قد له أكبر الأثر في نشوء أو ازدياد مشكلة التصحر، و لذا بات من الأهمية دراسة هذه الظاهرة بشيء من التفصيل بغية الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في رسم الخطط و البرامج المتصلة بعلاج المشكلات الناجمة عنها و أهمها اختلال التوازن بين إنتاج الأرض الزراعية و إمكانيات المرافق و البنية الأساسية المتاحة و التزايد المستمر في السكان كنتيجة للهجرة الداخلية و ما يمكن أن ينجم عنها من مشكلات تسبب نشوء أو ازدياد مشكلة التصحر. و من أهداف هذه الدراسة : 1.

التعرف على بعض الخصائص الشخصية و الاقتصادية و الاجتماعية للمبحوثين من أهالي المنطقة الأصليين. 2.

التعرف على أثر الهجرة الوافدة للمنطقة على بعض الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و المعيشية لسكان المنطقة الأصليين، و أثرها في نشوء أو ازدياد بعض جوانب مشكلة التصحر. 3.

التعرف على أهم المتغيرات المستقلة المدروسة المحددة لدرجة تأثير الهجرة الوافدة على سلوكيات السكان المحليين في مكافحة التصحر بمجتمع الدراسة. 4.

التعرف على الإسهام النسبي للمتغيرات المستقلة المدروسة ذات العلاقة الارتباطية في تفسير التباين الكلي لدرجة تأثير الهجرة الوافدة على سلوك السكان المحليين في مكافحة التصحر. و تم اختيار محافظة الوادي الجديد لإجراء هذه الدراسة بها نظرا لارتفاع معدلات صافي الهجرة إليها فضلا عن احتواؤها على أكبر عدد من مشروعات التنمية الزراعية القومية الرائدة مثل شرق العوينات و الفرافرة و درب الأربعين و مشروع ترعة الشيخ زايد، و تم اختيار منطقة الفرافرة لإجراء هذه الدراسة بها نظرا لاشتمالها على أكبر معدل للهجرة الوافدة من بين مراكز و قرى المحافظة إذ يوجد بها 81,3% تقريبا من بين إجمالي الوافدين إلى المحافظة، كما تم اختيار 113 مبحوثا من بين مواطني مركز الفرافرة و توابعه بطريقة عشوائية بسيطة و هذا العدد يمثل 0,82% من إجمالي السكان و قدره 13825 نسمة حسب تعداد عام 1996، و هذه الدراسة تعتبر من الدراسات الوصفية التحليلية و تعتمد على منهج المسح الاجتماعي بطريق العينة. و تتضمن أهم نتائج هذه الدراسة النتائج التالية : - درجة تأثير الوافدين الجدد في سلوكيات السكان المحليين في عملهم الزراعي : تسوية الأراضي بجهاز الليزر، و تحسين إنتاجية الفدان، و استخدام مخصبات جديدة للأراضي و التقاوى المحسنة، و تطوير طرق الري، و تنوع المهن التي يمارسها المبحوثين و تعدد التراكيب المحصولية. - و عن دور الوافدين الجدد في حدوث مشكلات التصحر تبين من النتائج : ارتفاع أسعار السلع و الخدمات مما تسبب في خفض معيشة الأهالي، و الإسراف في استخدام الكيماويات كالمبيدات و الأسمدة، و عدم اتباع التوصيات السمادية الصادرة عن الإرشاد الزراعي، و عدم وجود برامج لتثبيت الكثبان الرملية، و صعوبة تسويق الحاصلات الزراعية، و عدم توفر الصرف الصحي، و إهمال المزارعين لصيانة أراضيهم نظراً لصغر الحيازات الموجودة و إهمال التشجير حولها. كما أظهرت اختبارات الفروض الإحصائية وجود علاقة ارتباطية معنوية بين المتغيرات المستقلة المدروسة و درجة تأثير الهجرة الوافدة على سلوكيات السكان المحليين في مكافحة الكلي لدرجة تأثير الهجرة الوافدة على سلوكيات السكان المحليين في مكافحة التصحر و هذه المتغيرات الست تفسر معا 48,7% من التباين الكلي.