الشهرزورية في كتاب الأنساب للسمعاني (ت : 562ه 1166م)‎

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين الواسع العليم و الصلاة و السلام على أشرف الخلق البشير النذير السراج المنير الطهر الطاهر العلم الظاهر أبي القاسم محمد و آله الطيبين الطاهريين و صحبة نجوم الهدى و الرشاد و من دعى بدعوته و سار على نهجه و سلكوا سنته إلى يوم الدين.

إن أهمية تراثنا الإسلامي و عمق أصالته تدفعنا للمحافظة عليه بل و التعريف به و إبرازه ، لان الكثير من النواحي المشرقة و غير المشرقة لم تكشف لحد الآن، على الرغم من اتساع الحضارة الإسلامية في - العراق - بجميع ميادينها سياسية و إدارية و عمرانية و اجتماعية لا أنها انعكست و بشكل جلي في الميدان الثقافي ذلك الإرث المشرق الرابض على قممها الجبلية، و سنختار مدينة نات صلة بمدينة - اربل - التي نشطت الحركة الفكرية ، و ازدهرت خصوصا’' عندما أضحت عاصمة مستقلة هي الدولة البكتيكنية التي أسسها الأمير (زين الدين كوجك) في سنة 539هـ/1144 م، أي في أواخر العصر العباسي، و ما تمتلكه من إرث حضاري مشرف هي مدينة - شهرزور - احدى المدن التابعة لأربل، و التي كان لها اثر كبير في توسيع العلاقات الثقافية و العلمية و محط أنظار العلماء و طلاب العلم في مختلف الأمصار الإسلامية فوجدنا ما كتب عن هذه المدينة و أبرز علمائها النجباء لا يعدو مجرد شذرات متناثرة في طيات الكتب، لم تأخذ حيزها من البحث العلمي الدقيق، و خلت من التفصيل و التحليل و النقد.

و سنحاول تسليط الضوء على ابرز علماء هده المدينة و أعيانها، الذين كانت لهم بصمات مشرفة في الحضارة الإسلامية تأثرا ”وتأثيرا” ، من خلال كتاب (الأنساب) للسمعاني، تحديدا فكثير من العلماء ممن نبغوا بالمشرف الإسلامي ممن ينسبون للمدن و القرى أو الأجداد و الحرف و المذاهب ، كان لهم دور بنشر المعارف و العلوم الإسلامية و من هؤلاء الرحالة البارزين علماء و قضاة و محدثين و رواة أهل علم و فضل.

و قد تقصينا في هذا البحث المعنى اللغوي و الاصطلاحي لعلم الأنساب، و اعقبت بنبذة مختصرة عن مدينة شهرزور و تاريخها ، ثم استهلينا البحث بترجمة مركزة لسيرة مؤرخنا السمعاني و أسرته و صحة نسبه لسمعان بطن من قبيلة تميم، و أبرز مؤلفاته بعد أن عرضنا ابرز شيوخه و تلامذته و سبب تأليفه للكتاب.

و حاولنا التركيز على أبرز أعيان شهرزور و ما أنجبته من علماء ممن نبغوا في ميادين العلم و الإدارة و شغلوا وظائف دينية و دنيوية و اشفعنا البحث بتدوين تراجم هؤلاء الأعيان كما وردت عند السمعاني و المصادر التاريخية و ما ترتب عليه من نتائج مهمة انعكست على عمق الثقافة الشهرزورية الإسلامية.