تناص الشخصيات في الشعر الجزائري المعاصر : مصطفى الغماري أنموذجا

الملخص AR

لقد تناص الشاعر مع شخصيات الأنبياء، إضافة إلى الشخصيات التاريخية ذات الصلة بالتراث العربي و الإسلامي، كأسماء القادة و الفاتحين و الشعراء الذين أخذوا مكانة متميزة في التراث العربي، و التاريخ الإسلامي، و لدى المتلقين، و لا يعتني الشاعر بتوظيف هذه الشخصيات التاريخية توظيفا شعريا فقط و إنما يوظفها إلى أبعد المعاني و التفسيرات التي يمكن لأي شخصية تاريخية أن تعطيه من معان و إيحاءات و من تأثير، إنه ينجح في إثارة ذلك التوظيف و إلقاء المزيد من الأضواء على الأضواء على تلك الشخصيات، بل إنه ينجح في إثارة العديد من الأسئلة على مستقبل هذه الأمة، و لنلاحظ عدد الشخصيات التي تم استدعاؤها في دواوين الغماري، كشخصية الرسول-صلى الله عليه و سلم-الإمام علي، الحسين، الحجاج، معاوية، خالد بن الوليد، عقبة بن نافع، طارق بن زياد، هارون الرشيد، كل هذه الشخصيات التي أدت دورا إيجابيا في حياة الأمة أو دورا سلبيا، فإن استدعاءها و التناص معها يجلب تاريخا طويلا من الانتصارات العربية أو المآسي التي لونت صفحات التاريخ، و لكن الجزء الآخر من استدعاء الشخصيات العظيمة الأخرى يدل على صفاء هذه الأمة و على قدرتها على العطاء و الحضارة.