مشاريع التقسيم الاستعمارية في الوطن العربي : مشروع فصل الصحراء عن الجزائر و محاولة تقسيم العراق : مقاربة تاريخية

الملخص AR

على مثقفينا وسياسينا ان يعيدوا قراءة التاريخ من جديد بشكل جيد، لان الحاضر من رحم الماضي، وعليهم ان يعلموا ان المستقبل وليد الحاضر.

ان ما حدث ويحدث في الوطن العربي في العصر الحديث لم يكن من قبيل الصدفة؛ بل هو نتيجة مخطط استعماري يتطور ويتالم مع المتغيرات التي يشهدها وطننا الكبير.

اذ لم تكن سايكس بيكو وجميع الاحتلالات التي تعرضت لها المناطق العربية مجرد مصادفة، وان زرع كيانا مسخا مثل اسرائيل لم يكن الا برجا للمراقبة من اجل التدخل السريع لمواجهة أي محاولة تضر المصالح الاستعمارية.

والبقية اتية اذا بقينا في سبات عميق، اذ يجب علينا ان نستيقظ ونحفر الصخر باظفارنا دفاعا عن انفسناحتى لايجرنا الطوفان القادم.

ان نظرة سريعة في دفاتر تاريخنا القريب نجد المحاولات الخبيثة التي بذلتها فرنسا في فصل الصحراء عن الجزائر، اذ انها خططت لهذا الامر، لانها اكتشفت قرب خسارتها للجزائر بعد احتلال دام اكثر من 120 سنة، حينما اندلعت الثورة الجزائرية في الاول نوفمبر 1954 من اجل انهاء الاحتلال الفرنسي وتحقيق الاستقلال.

اذ عملت فرنسا على فصل الصحراء من اجل الخروج باقل الخسائر، لاسيما وان الصحراء زادت اهميتها بعد اكتشاف النفط فيها عام 1956، فضر عن اختيارها موقعا للتجارب المشروع النووي الفرنسي، فضلا عن الموقع الجيوسياسي الذي تتمتع به في الفضاء الافريقي.

ونتيجة ذلك، جعل عمل جبهة التحرير الوطني الجزائري مضاعا في مواجهة فرنسا على جبهتين الاولى عسكرية والثانية سياسية ودبلوماسية، حتى تمكنت من الانتصار عليها واستعادة الجزائر بكامل ترابها.

والعراق وما يتعرض له الان لا يختلف عما تعرضت اليه الجزائر من قبل، اذ هناك مخططات في الظلام من اجل تقسيمه الى ثلاث كيانات سياسية من اجل اضعافه وتجريده من مصادر قوته.

واذا لم يتعاضد العراق لمواجهة المخطط فان الخطر سيكون قائما ومستمر، وان التجربة التي يمر بلدنا ، والمتثلة بمخطط داعش ومحاولاته في تفريق المجتمع العراقي الموحد والمتآلف، بداية لهذا المشرع.

ومن هذا المنطلق، جاء اختيارنا لموضوع البحث : (مشاريع التقسيم الاستعمارية في الوطن العربي: تجربتي فصل الصحراء عن الجزائر وتقسيم العراق ...

مقاربة تاريخية) .