حدود مشعر منى: رؤية فقهية هندسية في ضوء القرآن والسنة وأقوال أهل العلم

الملخص AR

عند إطلالة مطلع كل موسم حج يشغلنا في المملكة العربية السعودية خوف ورجاء، فمع بهجتنا بمقدم الحجيج وسرورنا بخدمتهم، يكون خوفنا عليهم من الزحام وما يستتبعه من مشاكل، وما ذاك إلا لأن مساحات المشاعر لم تعد قادرة على استيعاب تلك الأعداد المتزايدة.

وتكرس المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا جهودها من آجل تحقيق الرجاء وهو إنجاح موسم الحج، ونجاحه ونجاحنا يعني أن يؤدي الحجاج شعائرهم بسلام، ودون خسائر في الأرواح.

من هنا تستهدف الدراسة إعادة النظر في حدود مشعر منى بما يعيد له مساحات من الأرض هي منه لكنها خارج نطاق النفع، منتهجة في ذلك الاستقراء والوصف والتأريخ لإثبات الحجة وصولا إلى الهدف.

وبادئ ذي بدء يرى الباحثان أن إعادة النظر في الموروث من أقوال العلماء أمر مشرع، وأن في تراثنا الإسلامي من الوقائع ما يشجع على تمثل ما ورد دونما شطط أو ميل عن جادة الطريق.

اشتمل مبحث الدراسة الأول على مقدمة وبيان للأهداف التي ترمي إليها، ثم بيان لمعنى الاسم الذي سمي به المشعر وسر تسميته به.

وتناول المبحث الثاني موقع منى ووصفها، وأهم معالمها، ووجود الاسم في النصوص المقدسة والأدبية.

وتناول المبحث الثالث حدود منى الحالية، وما ورد فيها من أقوال أئمة الفقه، والحدود المستهدفة تطبيقا لما نصوا عليه.

وتناول المبحث الراح وادي محسر وموقعه بين الواقع وما حددته الخرائط الحديثة، ثم تعقيبا على رؤية بعض العلماء المعاصرين.

وأوجزت الدراسة في مبحثها الخامس أعمال الحج في منى وأوقاتها وأحكامها كما ورد ذلك في المذاهب الفقهية الكبرى.

وأما المبحث السادس فمقترحات يطرحها الباحثان تجسد ضرورة أن يضم إلى مشعر منى كل متر من أرضه استبعدته علامات حدوده الحالية، واقتراح ضرب حريم على ما يحيط به من أراض سهلية كانت أو جبلية للحيلولة بين أرض منى وبين كل يد يمكن أن تمتد إلى أرض المشعر متعدية عليه.