أثر ظاهرة الدومينو السياسية في القارة اللاتينية و دورها في القضية الفلسطينية

الملخص AR

ًنسعى في هذه الدراسة البحث في موضوع تجربة العدالة الانتقالية في دولة جنوب إفريقيا و خصوصيتها، من خلال التركيز على الإشكالية الرئيسية المتمحورة حول مدى فاعلية و تأثير تجربة العدالة الانتقالية في جنوب إفريقيا من أجل إحداث إصلاح و ترتيبات في المؤسسات الدستورية و الثقافية و الاقتصادية لتحقيق الإصلاح السياسي و إقامة العدالة الانتقالية ؟ و للإجابة عن ذلك تم توضيح كيفية حدوث الانتقال الديمقراطي عن طريق نموذج التحول الإحلالي في هذه الدولة، و مدى تأثير لجان الحقيقة و المصالحة في المسارات السياسية فيها، و كذا مدى تحقيق المصالحة الوطنية وحل النزاعات بين الأقلية البيضاء وبقية سكان جنوب إفريقيا الأصليين، و إقرار الإصلاح السياسي، و الوقوف على مجال الإصلاحات السياسية و الترتيبات المؤسساتية و الدستورية من أجل إنجاز الانتقال الديمقراطي في جنوب إفريقيا، و كذا تبيان ماهية متطلبات إقامة نظام العدالة الانتقالية اللازمة في جنوب إفريقيا، و رغم بعض الانتكاسات و الشوائب التي صاحبت هذه التجربة، يجعلنا نطرح فكرة استخلاص الدروس المستفادة عربيا من هذه التجربة الفريدة من نوعها.

تتناول الدراسة ظاهرة سياسية لها أثرها في العلاقات الدولية و التعامل السياسي المبني على المصالح المترابطة التي من شأنها إن تؤثر على قضية كتلة دولية ما، و إن تأثير هذه الظاهرة مهم للغاية في الحصول على دعم تلك الكتلة الدولية لصالح القضية الفلسطينية، فضلا عن إمكانية استثمارها في خدمة مصالح جامعة الدول العربية، إلا وهي ظاهرة الدومينو السياسية و تأثيرها في التعامل الدبلوماسي و السياسي لدول أمريكا اللاتينية لدعم القضية الفلسطينية.

لعبت دول أمريكا اللاتينية دورا مهما في ظهور الكيان الصهيوني و صوتت لصالحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة و في المنتديات الدولية للفترة 1947-1973، بعد ذلك تحولت في التصويت لصالح فلسطين في المنتديات الدولية و الجمعية العامة، لذلك سوف نستكشف أسباب هذا التحول السياسي و الدبلوماسي للقارة اللاتينية بعد عام 1973 لصالح القضية الفلسطينية.

و سنناقش تأثير الدومينو السياسي كأداة لتغيير مواقف معظم دول القارة لصالح العرب و التخلي عن الكيان الصهيوني.

إذ اصطفت دول القارة خلف البرازيل، تحت تأثير الدومينو السياسي، ووقفت إلى جانب الدول العربية عندما استخدم العرب استراتيجية النفط كسلاح في المعركة في عام 1973، كما و تناوب العراق و المملكة العربية السعودية بين عامي 1976 و 1984 على المرتبتين الثانية و الثالثة من مجمل الواردات البرازيلية.