التطورات النفطية في العراق 1954-1958

الملخص AR

يعد النفط منذ ظهورهِ في العراق العنصر الأساسي في اقتصاد هذا البلد و العمود الفقري للفعاليات والموارد التي زودت الميزانية باجتياحاتها الضرورية، فالاقتصاد العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 كان اقتصاداً ريعيا لأنه اعتمد اعتمادا رئيسا على الانتاج النفطي، و ما يوفره من عائدات للحكومة العراقية التي ظلت – و ما تزال- تعتمد عليه في كل نشاطاتها الاقتصادية العامة.

و على الرغم من أهمية النفط بالنسبة للاقتصاد العراقي، إلا أنَّ ذلك كان نقطة ضعف لهذا البلد، لأن النفط ثروة ناضبة، و هو ليس ملك لجيل معين، و إنما هو ملك الأجيال القادمة، لذلك ظلَّ الاقتصاد العراقي اقتصادا أُحاديا، ولم تسهم القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة و الصناعة و التجارة في رفد الميزانية العراقية باحتياجاتها الضرورية، و إنما ظلَّت عالة على ما توفره العائدات النفطية من موارد مادية للعراق، فأدى ذلك الى إبقاء العجز المالي في الاقتصاد العراقي على مدى العهد الملكي (1921-1958) برمته و المدة التي أعقبته.

لم تترك الشركات النفطية الأجنبية للحكومة العراقية الفرصة لكي تستثمر نفطها بنفسها لأنها لم تدخل الحرب العالمية الأولى إلا بسبب النفط و الثروات الأخرى و التي كانت تمتلكها الشعوب و لأسباب أخرى، لا بل أن السيطرة على النفط كان واحدا من أهم أسباب الحرب و سر ديمومته، لذلك لم يكن من قبيل الصدفة أن يصرح عدد من دهاقنة السياسة الاستعمارية بأنَّ النفط هو دم العالم، و لا يمكن تحقيق النصر إلا بالنفط، المسألة التي اتضحت حقيقتها بعد أن وضعت الحرب أوزارها.