الأسس الأخلاقية و الأصولية الدينية و الانفصال الأخلاقي

الملخص AR

في لحظات الأزمات التاريخية الكُبرى، حيث الصراعات و التحولات و الاضطرابات الاجتماعية المحتدمة، ينبثق سؤال الأخلاق، كسؤال مركزي، بشكل معضلة أخلاقية مستحكمة، تهدد الاتزان النفسي للفرد و المجتمع، لا سيما عندما يشتبك مع الدين، في صورته و بنيته الاجتماعية التاريخية، و لذلك عملت الدراسة الحالية على استكشاف العلاقات الارتباطية و التنبؤية بين الأسس الأخلاقية و الأصولية الدينية و الانفصال الأخلاقي في المجتمع العراقي، في لحظته الفارقة الراهنة، فطبقت مقياس الأسس الأخلاقية MFS لـ Graham، Nosek، Haidt، Iyer، Koleva & Ditto 2011، و مقياس الأصولية الدينية RRFS لـ Altemeyer & Hunsberger 2004، و مقياس الانفصال الأخلاقي MDS لـ Jackson & Sparr 2005، على عينة (134) من طلبة الجامعة.

فظهرت نتائج عدة، منها: ارتفاع الأسس الأخلاقية و الأصولية الدينية و الانفصال الأخلاقي، و الارتباطات الايجابية كل الأسس الأخلاقية بالإله الأصولي، و أساسي الانصاف و السلطة بالإنسان الأصولي، و أساس التطهرية بالنص الأصولي، و كل الأسس الأخلاقية بالانفصال الأخلاقي، و الإله الأصولي و الإنسان الأصولي بالانفصال الأخلاقي، و في العلاقات التنبؤية كان الإله الأصولي المتنبئ الأهم بالانفصال الأخلاقي، يليه السلطة، ثم الرعاية، مما يكشف عن : وضع اجتماعي قاس، يشهد انتهاكات و امتهانات كبيرة للإنسان، يسود فيه الخطاب الديني التقليدي، ضمن نزوع أخلاقي شمولي مركوز في الطبيعة البشرية، يرتبط بتقدير الفرد لذاته و فهمه للعالم و تعامله مع الآخرين، ترتفع فيه وظائِف الأسس الأخلاقية المركزية الخمسة، و التوجه الأصولي الديني، فتتعاضد السلطة الأخلاقية مع الإله الأصولي في تأسيس و توجيه التأويلات الأخلاقية للأفعال المؤذية، كآلية دفاعية – لا عقلانية – لتحقيق الاستقرار النفسي.