الدور التربوي للأسرة في تنشئة أبنائها على العبادات القلبية في ضوء القرآن الكريم و السنة النبوية : دراسة تحليلية

الملخص AR

حري بالإنسان العاقل أن يسأل نفسه لماذا خلقه الله تعالي.

.

هل ليأكل و يشرب.

.

ليلهو و يتمتع.

.

ليحلم بأماني كاذبة و دنيا زائلة.

.

و يلهث وراء سراب خادع ثم يفاجئه الموت و هو على حاله و يرثه آخرون يؤدون الدور نفسه و يسيرون على الدرب ذاته و تتوالى الأجيال و تنقضي الآجال ثم ماذا بعد هذا.

.

و إلى أين المنتهى.

.

و إلى أين المصير لقد أعيى الفلاسفة فكرهم في هذا اللغز المحير و كان لهم آراءهم المتباينة و لم يصلوا-على حد علم الباحث- إلى رأي جازم و حكم حاسم ينهي هذه القضية المحيرة و هذا المبحث الغامض.

و جاء القرآن الكريم يجيب بالقول الفصل و بالتحديد و الحصر لهذا التساؤل الصعب بقوله تعالى : (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) (1).

و علم المسلمون من قرآن ربهم أنهم وغيرهم خلقوا لعبادة الله لكن المتأخرون منهم وقعوا في مسألة أخرى و جهل من نوع آخر حين قصروا العبادة على الشعائر التعبدية من صلاة و صوم و زكاة و حج و اكتفوا بهذه العبادات الظاهرة و اعتبروا أنهم بقيامهم-قد أدو حق ربهم و حق على الله-تعالى-أن يدخلهم الجنة عرفها لهم.

و كان من واجب العلماء و الدعاة أن يزيلوا هذا الجهل الذي أصاب المسلمين في مقتل وأن يبينوا للناس حقيقة العبادة التي أرادها الله تعالي منهم وأن يتولي أولوا الأمر في التربية تنشئة الفرد عليها لأدائها على مراد الله و على هدي نبيه (صلى الله عليه و سلم (1) سورة الذاريات الآية (56).