التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا و أثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي

العناوين الأخرى

The professional development of psychology teachers at the secondary level in libya and its impact on the educational achievement level of the second secondary school students

المؤلف

العجيل، فرج مفتاح الفيتوري

المصدر

مجلة البحث العلمي في التربية

العدد

المجلد 2019، العدد 20، ج. 11 (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019)، ص ص. 1115-1134، 20ص.

الناشر

جامعة عين شمس كلية البنات للآداب و العلوم و التربية

تاريخ النشر

2019-11-30

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

20

التخصصات الرئيسية

العلوم التربوية
علم النفس

الموضوعات

الملخص AR

إن التنمية المهنية للمعلمين بشکل عام من الأمور الضرورية و الملحة لتطوير التعليم و تحسين مخرجاته، فإن معلمي التعليم الثانوي هم أولى بالعناية و الرعاية و إتاحة الفرصة لهم للانخراط في أجود برامج التنمية المهنية، لان التعليم الثانوي هو المدخل الرئيس للتعليم العالي و الجامعي، و معلم هذه المرحلة له دور مهم و فعال في تهيئة شخصية الطالب المستهدف من قبل المجتمع و توجيهها، و غرس القيم المرغوبة و المقصودة فيه (دانييل هامبيل 2012: 92 ).


حيث إن کل ما يستخدمه المعلم من أساليب و استراتيجيات تدريسية تؤثر في تکوين شخصية و عقول و مستوى تحصيل الطلاب، و هذا يتطلب أن ينمي المعلم في هذه المرحلة نفسيا و أکاديميا و شخصيا و ثقافيا و خلقيا، ليکون و اعيا مثقفا واسع الأفق فيؤثر إيجابيا في شخصية الطالب.


و بناء عليه فقد اهتم الفکر التربوي المعاصر بإعداد المعلمين بصفة عامة - و معلمي علم النفس بصفة خاصة - إعدادا يستند الى مبادئ و أسس تتيح له أن ينطلق من قاعدة راسخة في سنوات الإعداد ذلک أن إعداد المعلم في هذا العصر عمل لا ينقضي بتخريج المعلمين من مؤسسات الإعداد بل إن کفاءة التدريس تتطلب مجهودات متواصلة بقصد تحسين الأداء المهني للمعلمين ([1]).


و تعد مادة علم النفس من المواد المهمة التي يتم تدريسها بالمرحلة الثانوية بليبيا مما يتطلب الاهتمام بإعداد معلمي علم النفس و تنميتهم مهنيا و لا سيما أنه طرأ في الآونة الأخيرة تحول في مفاهيم التنمية المهنية للمعلمين في أثناء الخدمة فأصبحت أکثر شمولا و تجاوزت مجرد التدريب على إتقان بعض مهارات التدريس و تخطيط الدروس و رفع الکفايات إلى آفاق أوسع من النمو المهني فأصبحت الاحتياجات المعرفية و المهارية والوجدانية للمعلمين تلقى اهتماما کبيرا في إطار مفهوم المهنة ([2]).


وعليه فلابد أن يمتلک معلم علم النفس المهارات و القدرات التي تمکنه من مواصلة التنمية في أدائه المهني و التدريسي کمعلمي المواد الأخرى([3]) و تأتي أهمية ذلک من کون علم النفس بحکم طبيعته يتعرض لقضايا نفسية و اجتماعية لها من الأبعاد و العلاقات ما يجعلها ذات صلة بالتطور الفکري و العقلي للمتعلم([4]).


وقد أکدت عديد من البحوث و الدراسات السابقة المرتبطة – بدول العالم بصفة عامة و الدول العربية بصفة خاصة ودولة ليبيا بصفة أخص - أهمية برامج التنمية المهنية لمعلم في أثناء الخدمة و منها:
فقد أشار (فوزي شحاتة 2009) إلى ضرورة تطور التنمية المهنية للمعلمين في ضوء مجموعة من المقترحات کوجود الحوافز المادية و الأدبية التي تعمل على إيجاد الدافعية على النمو بمستواه الأکاديمي و المهني و الثقافي و الاجتماعي و ضرورة التقويم و المتابعة الدورية لتحديد المستويات المهنية للمعلمين في ضوء التنمية المستدامة.


و يرى (نجم الدين نصر 2010) أن التنمية المهنية للمعلم مهمة جدا وأن هناک اتجاهات عديدة لتحسين التنمية المهنية المستدامة للمعلمين و منها: الاتجاه القائم على مفهوم التنمية المستدامة و الاتجاه القائم على استخدام تکنولوجيا التعليم و الاتجاه القائم على الکفايات و الاتجاه القائم على المدرسة کمؤسسة معززة لتنمية المعلم.


و دراسة کل من، (Chong darakul 2003: 67 ) (Stotsky 2004: 54 ) ( Heller 2010: 125 ) ( و صافيناز محجوب، و رحاب علواني 2012: 4 ) و التي أشارت إلى ضرورة التنمية المهنية للمعلمين من خلال إعدادهم الجيد داخل کليات التربية.


وقد أظهرت نتائج بعض الدراسات و البحوث التي أجريت في البيئة العربية و الليبية أن برامج التنمية المهنية بالدول العربية بصفة عامة و دولة ليبيا بصفة خاصة تواجه کثيرا من المشکلات و المعوقات وأوجه القصور و منها:
دراسة (عمر العربي الحاج 2011: 82-83) و التي رصدت عديد من أوجه هذا القصور على النحو التالي:
- تصميم برامج التنمية المهنية مرکزيا من خلال وزارة التعليم و عدم استنادها على حصر علمي دقيق للاحتياجات الفعلية للمعلمين و کذلک عدم وجود دور للمشرفين التربويين في وضع هذه البرامج.


- قصر مدة هذه الدورات و انعقادها في أوقات غير مناسبة.


- عدم وجود معايير ثابتة لاختيار المعلمين المشارکين في برامج التنمية المهنية.


- تقليدية أساليب هذه البرامج و خلوها من المجالات التربوية الجديدة و عدم وجود جهاز فني و إداري متخصص في مجال التنمية المهنية للمعلمين في ليبيا.


و کذلک دراسة (محمد الزروق 2011: 63-64) و التي أشارت إلى:
- عدم الاهتمام بالتعرف على حاجات المعلمين قبل إعداد برامج التدريب إلى جانب عدم اتباع الأساليب العلمية في رصد هذه الاحتياجات.


- عدم مشارکة المعلمين في وضع الأهداف الخاصة بالبرامج و التخطيط لها.


- الاعتماد على طرق ووسائل تقليدية قديمة في تطوير أداء المعلم و تدريبه و تنميته مهنيا.


و دراسة (عبد السلام القلالي 2012: 12-16-19) و التي اکدت أن من أهم ملامح المنظومة التعليمية بليبيا التي ظهرت في العقود الماضية - ما قبل ثورة (17) فبراير- تدني مستوى المعلم ماديا و معنويا ومهنيا و من ثم فإن أکبر الإشکاليات تتمثل في إعداد و تدريب المعلمين و إعادة تأهيلهم حيث جاء بتقرير التنافسية العالمية (الشاملة (الصادر عن) المرکز العالمي للتنافسية و الأداء) التابع للمنتدب الاقتصادي الدولي عام (2010/2011م) و الذي يتضمن مسحا لـ (139) دولة وأن ليبيا احتلت الترتيب الخامس و التسعون (95) في مؤشر محسنات الکفاءة "" التعليم و التدريب" کذلک احتلت الترتيب الاخير عالميا و عربيا فيما يتعلق بنوعية التعليم في العام الدراسات) 2009)، اما في مؤشر تدريب المعلمين أثناء الخدمة فقد جاءت ليبيا بترتيب (134) عالميا و (12) من (15) عربيا في أثناء العام الدراسي (2010/ 2009 م) کذلک جاءت ليبيا بترتيب (134) عالميا و الأخير عربيا في العام الدراسي (2010/ 2009 م) في مؤشر توفير الأبحاث التخصصية و الخدمات التدريبية الحالية.


وقد أشارت دراسة (عبد الله صالح 2014: 75-78) إلى عديد من المعوقات التي تشوب عملية التنمية المهنية للمعلم وأن برامج التنمية المهنية للمعلمين تعاني من قصور و سلبيات عديدة تحتاج إلى معالجات تطويرية للنهوض بها و تحسين جودتها و من هذه الصعوبات و السلبيات:
- ضعف الاعتمادات المالية المرصودة مما يقلل من أهمية التنمية المهنية و يجعلها موضوعا هامشيا في أولويات العملية التعليمية.


- عدم وجود جهة مختصة لتقييم دورات و برامج التنمية المهنية للمعلمين و برامجها.


- عدم وجود متخصصين في تصميم و تنفيذ برامج التنمية المهنية في المواد الدراسية و المهنية المختلفة و تنفيذها.


و التعليم الثانوي يأتي على قمة الأولويات بليبيا فکما انه القاعدة الأساسية و بوابة الدخول إلى التعليم العالي و الجامعي، فإنه له کذلک ضرورة اجتماعية و اقتصادية فهو السبيل لتمکين المواطنين من المشارکة الايجابية في عملية التنمية و تأهيلهم للدخول إلى سوق العمل.


وفي هذا السياق أقرت السياسة التعليمية في ليبيا برامج التنمية المهنية من خلال بعض الخطط و البرامج لتطوير التعليم من أبرزها المخطط العام للبنية التعليمية الجديدة الذي أقرته وزارة التعليم(الخطة التدريبية العامة للعاملين في قطاع التعليم طرابلس 2012) ووضعت ضمنه برامج الدورات تدريبية في أثناء الخدمة و التي عرفت بـــــ (دورات التأهيل التربوي) لتحسين الأداء المهني للمعلمين إلا أن تلک البرامج أظهرت قصورا واضحا و اعترضتها الکثير من المعوقات منها ما يتعلق بالتنظيمات الإدارية کالمرکزية السائدة في النظام التربوي على کافة مستوياته مما أدى إلى عدم المرونة في التخطيط لبرامج التنمية المهنية، و عدم مراعاة الظروف الأسرية و العلمية للمعلمين، وقد انعکس ذلک على مستوى أداء المعلمين و على تحصيل طلابهم (حميدة التهامي اندش 2012: 12 ).


و حاليا- عقب قيام ثورة 17 فبراير 2011م - و سقوط النظام السابق و انهيار المؤسسات الدولة کثرت اعتصامات المعلمين و الطلاب و احتجاجاتهم، الأمر الذي ترتب عليه عدم الاهتمام بتنمية المعلمين بالمرحلة الثانوية بصفة عامة و تدهور مستوى أدائهم المهني نتيجة لذلک و باطلاع الباحث على التقرير الصادر عن المرکز العام للتدريب و تطوير التعليم عن تنفيذ برامج التدريب للعام (2013 م) (تقرير تنفيذ برامج التدريب و تطوير التعليم في ليبيا 2013: 1- 12) تبين عدم إدراج أي برنامج للتنمية المهنية تستهدف معلمي علم النفس للمرحلة الثانوية بليبيا.


وفي هذا السياق و من خلال المسح المرجعي وفي حدود ما توافر للباحث تأکد أنه لم تتوافر بحوث و دراسات تتناول برامج التنمية المهنية التدريبية الخاصة بمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا رغم الأهمية القصوة لمثل هذه الأبحاث، الأمر الذي قد يؤثر على مستوى تحصيل الطلاب مما دعا إلى إجراء هذا البحث لتطوير برامج التنمية المهنية المعلمي علم النفس في المرحلة الثانوية للوقوف علي نقاط القوة لتدعيمها و نقاط الضعف لتقويتها و تحسينها و اقتراح أساليب للتغلب عليها من خلال تقديم برنامج مقترح.


و بناء على ما تقدم من اطلاع الباحث على الدراسات و البحوث المرتبطة و التقارير بالإضافة إلى الدراسة الاستطلاعية و خبرته العلمية و العملية تفرز الدافع إلى إجراء هذا البحث "برنامج مقترح للتنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا و أثره في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ".





([1]) عبد الرحيم محمد البدري: إعداد المعلم و تأهليه بنظام التعليم بليبيا مؤسسات إعداد المعلم في ظل المتغيرات الجديدة و برامج تدريب المعلمين في أثناء العمل مجلة جامعة قاريونس بنغازي العدد الأول 6-8 نوفمبر 2012 ص 58.




([2])على محمد أبو المعاطي إبراهيم: فاعلية برنامج تدريبي مدمج قائم على الاحتياجات المهنية لتنمية الأداء التدريسي و الاتجاه نحو مهنة التدريس لدى معلمي الدراسات الاجتماعية رسالة دکتوراه جامعة عين شمس کلية التربية 2016 ص 4.




([3]) عبير بسيوني حسن العوضي: تطوير منهج علم النفس بالمرحلة الثانوية في ضوء متطلبات تنمية الإبداع رسالة دکتوراه کلية التربية- فرع بنها جامعة الزقازيق 2001 ص 35.




([4]) إبراهيم عباس الزهيري: الإدارة المدرسية و الصفية منظومة الجودة الشاملة سلسلة التربية و علم النفس (القاهرة دار الفکر العربي ) 2012 ص 66.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

العجيل، فرج مفتاح الفيتوري. 2019. التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا و أثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي. مجلة البحث العلمي في التربية،مج. 2019، ع. 20، ج. 11، ص ص. 1115-1134.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-984894

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

العجيل، فرج مفتاح الفيتوري. التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا و أثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي. مجلة البحث العلمي في التربية ع. 20، ج. 11 (2019)، ص ص. 1115-1134.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-984894

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

العجيل، فرج مفتاح الفيتوري. التنمية المهنية لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية بليبيا و أثرها في مستوى التحصيل الدراسي لطلاب الصف الثاني ثانوي. مجلة البحث العلمي في التربية. 2019. مج. 2019، ع. 20، ج. 11، ص ص. 1115-1134.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-984894

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

يتضمن مراجع ببليوجرافية : ص. 1131-1134

رقم السجل

BIM-984894