الصحراء الجزائرية خلال العهد العثماني

الملخص AR

يحاول هذا المقال التركيز على مسالة الصحراء الجزائرية في العهد العثماني و تبيان عزوف السلطة العثمانية في التوسع بصحراء الجزائر و عدم إعطائها الأولوية يفسر الأخطار الخارجية المستمرة و المتمثلة في التواجد الإسباني و الحملات الأوروبية البحرية المتكررة على سواحل الجزائر.

و على الرغم من هذا القسور لم يتوانى العثمانيون من عقد تحالفات استراتيجية مع سكان الواحات لضمان ولائهم للسلطة المركزية و الاعتماد على نفوذ الزوايا في الصحراء الجزائرية مما يضمن لهم التبعية و الاعتراف بالسلطة العثمانية.

كانت الجزائر عرضة للأخطار الأجنبية و هذا بسبب فعالية موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يتحكم في معظم المسالك الملاحية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط و هذا انطلاقا من محور مالطة إلى مضيق جبل طارق.

ظلت المناطق الجبلية و الصحراوية بعيدة عن السيطرة التركية لهذا جند لها الأتراك العثمانيون كل إمكانياتهم المادية و العسكرية إخماد تمرد قبائلها و إرجاعها إلى السلطة.

إلا أن طبيعة المنطقة حالت دون تحقيق هذا الهدف و مرد ذلك أن حكام الإيالة لم يكلفوا أنفسهم في مبادرة إقرار التنظيمات و سن القوانين و تنصيب الحكام و إبقاء الحاميات بكل مناطق الجنوب أو الجبلية.