التصنيع مسار أفريقيا البديل نحو التنمية

الملخص AR

سجلت أفريقيا معدلات نم وسريعة الوتيرة خلال العقد الأخير، و على الرغم من الأثر السلبي للأزمة العالمية يظل أداء اقتصادات القارة الأفريقية هو الأعلى عالميا.

و رغم ذلك فإن الأداء الاقتصادي للبلدان الأفريقية ظل حتى الوقت الراهن شديد التأثر بالصدمات الخارجية من جانب، كما أنه لم ينعكس بصورة واضحة على فرص العمل و تحسين مستويات المعيشة، و تخفيض معدلات الفقر في أفريقيا من جانب آخر، و هو ما يشكك في استمرارية النمط السائد للنمو في أفريقيا دون تغيير هيكلي حقيقي في اقتصاداتها يمكنها من تحمل الصدمات الخارجية، و يرفع كفاءة مواردها الطبيعية و البشرية، بالتحول نحو الصناعة و هياكل الإنتاج و التصدير الأكثر تنوعا و تطورا، حيث يساعد التصنيع البلدان الأفريقية على تحقيق معدلات نمو مرتفعة من خلال تنويع هياكل الإنتاج، و الحد من التعرض للصدمات الخارجية، و المساهمة في القضاء على الفقر من خلال خلق الوظائف ذات الإنتاجية المرتفعة، و هو ما يمكن القارة من المساهمة بشكل أكثر كفاءة في سلاسل القيمة العالمية.

و لعل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة و الذي أعلن الفترة من 2016 و حتى 2025 عقد التنمية الصناعية الثالث في أفريقيا، و كذلك ما ذهبت إليه أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ضمن ما ذهبت نحو قارة مزدهرة مصنعه و منتجه، هو تجسيد لضرورة المضي قدما نحو هذا التحول من أجل تحقيق النمو الشامل و التنمية المستدامة.

تناقش هذه الورقة ذلك من خلال أربعة أقسام، حيث تعرض الورقة لتجربة أفريقيا في مجال التصنيع و التحول الهيكلي، و من ثم تناقش اتجاهات التصنيع والصناعة في قارة أفريقيا، و يعرض الجزء الثالث دور التصنيع في دفع عجلة التنمية في أفريقيا، و تنتهي الدراسة بتحليل إمكانات القارة للتحول للتصنيع باستخدام مصفوفة التحليل الرباعي SWOT Analysis، ,بدراسة نقاط القوة و نقاط الضعف و كذلك الفرص و التحديات التي تواجه قطاع الصناعة في أفريقيا وضعت الورقة تصورا يمكن للدول الأفريقية إتباعه في وضع استراتيجيات و سياسات للتعجيل بالتصنيع قائمة على الأولويات المتصلة بالقطاعات، و الموارد، و التحديات التي تواجهها كل بلد و ظروفه و قدراته الوطنية.