الحوار : مفهوما و تأصيلا و واقعا

الملخص AR

قدمت في دراسة مفهوم الحوار لغة و اصطلاحا وميزته و عزلته عن المفاهيم المتشابكة معه و الملتصقة به كالجدال و المناظرة و المفاوضة و المناقشة و من ثم عرجت على أركان الحوار و مكوناته.

الأمر الذي أكد أن الحوار قائم على التعاون و التفاهم بين الأطراف المشاركة لتحقيق أهداف معينة يسعى المتحاورون إلى تحقيقها و ناقشت الدراسة الشروط التي يقوم عليها الحوار و التي تتمثل في: إتاحة الحرية الكلمة للمتحاورين و تحديد مضمون الحوار و الالتزام بالسلمية و عدم التعصب و بذلك يتحول الحوار من مجرد حالة تلقائية عفوية إلى عملية منظمة و منضبطة و مخطط لها بدقة و بينت الدراسة فلسفة الحوار من خلال مناقشة أسسه و منطلقاته و التي تتمثل: في مدنية الإنسان و حتمية الاختلاف و التعدد ووحدة الإنسانية و المشترك الإنساني و أيضا أهميته و ضرورته و التي تتمثل في: كون الحوار سبيلا للتعارف الإنساني و تقليص شقة الخلاف بين المتحاورين و كسر الجمود الفكري و الروحي و تنويع الرؤى في الوصول للحقيقة ناقشت الدراسة مستويات الحوار و آفاقه حيث بان أن للحوار مستويين: الحوار على المستوى الداخلي بما يضمنه من حوار داخل نفس الإنسان و مكنونته و حوار داخل المجتمع المسلم و حوار بين الأوطان الإسلامية و الحوار على المستوى الخارجي بما يضمنه من تحاور بين الجماعة المسلمة و العالم الخارجي عنها كما تعددت آفاقه و مجالاته من حوارات سياسية ودينية وقيمية و ثقافية و حضارية تناولت الدراسة منظومة الحوار القرآنية من خلال جانب التأصيل القرآني للحوار حيث تعظيم مكانته و تأكيد إمكانه وواقعيته مع التدليل بنماذج تطبيقية يمكن احتذاؤها و الاهتداء بها و أيضا جانب الثقافة الحوراية القرآنية حيث وضع منهجية قرآنية للتحاور تتمثل في: ضرورة الاعتراف بالآخر و عدم الإكراه و التسلط و تعظيم المشترك التعاوني و تحكيم الجو العلمي و تجنب العاطفة مع تأكيد أهمية الالتزام بضوابط الحوار من انصاف الطرف الآخر و التزام اتباع الحق و احترام الآخر و عدم إثارته.

.

.

الخ.