لمحة عن الحركة الاستشراقية و وسائلها و أهدافها

الملخص AR

أن لفظ "المستشرق " تطلق على المفكرين المشتغلين بدراسة علوم الشرق و تاريخه و حضارته و أوضاعه الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية حيث كان ظهور الحركة الاستشراقية عباره عن جهود فردية و بشكل عفويا مما صعب على المؤرخين أو الباحثين تحديد بداية ظهوره بدقه أو حتى الجزم بمن هو أول غربي عني بالدراسات الشرقية وأن دراسة المستشرقين لعلوم المسلمين ولغاتهم و آدابهم و ثقافاتهم و حضاراتهم لم تكن لمجر الاستفادة و حب الاطلاع بل كان لها أهداف دينية و سياسيه و تجاريه و استعمارية في العالم الإسلامي و يعد الهدف الديني هو الهدف الرئيسي و راء ظهور الاستشراق.

كان للمستشرقين أدوات ووسائل متنوعة لبث آرائهم و نشر أبحاثهم فلم يتركوا سبيلا و لا طريقا لتحقيق أغراضهم و تنفيذ مخططاتهم إلا سلكوه و من أبر وسائلهم إصدار المجلات و الدوريات التدريس و إلقاء المحاضرات في الجامعات و عقد المؤتمرات و الندوات و الجمعيات العلمية إرساليات التبشير إلى العالم الإسلامي و تأليف الكتب و كتابة البحوث و إخراج المعاجم و إصدار الموسوعات الإسلامية ولم يلتزم المستشرقون في دراساتهم و أبحاثهم المتعلقة بالإسلام بالمنهج العلمي وقد ظهر ذلك في عدم تحرى الأمانة العلمية في كل ما ينقلوه وفي عدم رجوعهم إلى المصادر المعتمدة فكانوا بعيدين كل البعد عن المنهج العلمي في دراستهم للإسلام وأن المنصفين منهم-وهم قلة - الذين تجردوا عن الأهواء و تحروا الوصول إلى الحقائق في أبحاثهم و تعد هذه الفئة من المستشرقين أسمى الفئات أهدافها و أقلها خطرا إذ سرعان ما يرجعون إلى الحق حين يتبين لهم و منهم من وصل به بحثه إلى اكتشاف الحقيقة فآمن به و أعلنها وقد اعتناق بعض هؤلاء الإسلام و ألفوا كتبا في الدافع عنه.

ويوجد في كثير من مكتبات العالم كتب خطيره متداوله لبعض المستشرقين المتعصبين يعتمد عليها كثير من الباحثين و المفكرين و يرجعون إليها في كثير من أبحاثهم و إثارة المستشرقين للشبهات و نسجها حول جمع القرآن في عصر الرسول r وأبي بكر و عثمان رضي الله عنها.