حديث القرآن الكريم عن العذاب المهين : دراسة تفسيرية تحليلية

الملخص AR

اقتضت حكمة الله تعالى و عدله أن يحاسب الناس يوم القيامة فيثيب الطائعين بفضله و يعاقب العاصين بعدله.

و من فضله سبحانه و تعالى أن ذكر في القرآن الكريم أنواع الثواب و أسبابه و أهله و أنواع العقاب و أسبابه و أهله ترغيبا لأهل الطاعات و ترهيبا لأهل المعاصي لئلا يكون للناس على الله تعالى حجة.

و يتناول هذا البحث (حديث القرآن الكريم عن العذاب المهين دراسة تفسيرية تحليلية) نوعا من أنواع عقاب الله تعالى لأهل المعاصي و هو العذاب المهين (المذل المخزي) و هو عقاب نفسي خص الله تعالى به فريقا من أهل الكفر و النفاق.

وقد بلغت مواضع وروده في القرآن الكريم ثلاثة عشر موضعا يتناولها هذا البحث بالدراسة التفسيرية التحليلية التي تبين أهله و تبرز أسبابه و تجلي ما تيسر من أسرار التعبير القرآني التي تحمل فيضا من الهدايات و المعاني.

وقد تبين من خلال البحث: أن العذاب المهين عقاب فوق أنواع العذاب الأخرى كالأليم و العظيم و الشديد توعد الله تعالى به فريقا من أهل الكفر و الشرك و النفاق خاصة ليجمع عليهم مع عذاب الجسد عذاب النفس جزاء وفاقا لأعمالهم في الدنيا.

وأنه لا يكون –بفضل الله تعالى- للعصاة من المؤمنين كأهل الكبائر لأنه عز وجل يتفضل على العصاة منهم فلا يذلهم و لا يفضحهم و لا يخزيهم و إنما يمحصهم ثم يدخلهم الجنة بفضله و كرمه و منه.

وأن أسباب العذاب المهين تكمن إجمالا في: (الاستهانة أو الاستكبار أو الاستهزاء أو الإعراض أو الصد أو المحاربة) سواء تعلق ذلك بالله عز وجل أو بكتابه الكريم أو برسله عليهم الصلاة و السلام أو بالدين كله و العياذ بالله تعالى.