القيم بين النسبية و الثبات : دراسة في المصادر و النتائج

الملخص AR

إن الجدل الدائر حول نسبية القيم وثباتها ليس جديدا على الفكر الإنساني بل إنه يضرب بجذوره إلى ما وصلنا عن فلاسفة اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد و ظهور الحركة السفسطائية أصحاب العلم المغلوط و الذين اعتبروا أن القيم متغيرة و نسبية وغير ثابتة و شككوا في كل شيء معرفة وقيما و أخلاقا فهدمت موضوعية القيم و حكمت بذاتيتها و نسبيتها و أخضعتها للإنسان معتبرة إياه مقياس كل شيء خيره وشره وقد تصدى لهؤلاء السفسطائيين سقراط و تلميذه أفلاطون و أرسطو و حكموا بأن القيم مطلقة وثابتة وأنها تقوم على العقل انطلاقا من الدين الطبيعي الذي آمنوا به.

.

.

و من هنا نشأت الفلسفة المثالية التي ترى أن القيم مطلقة وأنه يجب أن يكون هناك مثال يسعى الواقع إلى تحقيقه و على النقيض من ذلك ذهب أصحاب الفلسفة المادية و النظرية الاجتماعية و من سار في ركبهم إلى أن القيم نسبية متغيرة ليس لها وجود موضوعي و إنما وجودها شخصي قد يؤثر فيها الفرد أو المجتمع لتصبح قيما سلوكية حاكمة للفرد و إن الاستشكال الذي نحاول أن نفك به الاشتباك و الاشتباه الحاصل بين مختلف الفلسفات و الطوائف و الديانات يدور حول وجود أساس موضوعي مطلق للقيم ووجود ثبات دائم لها أم هي نسبية و ذاتية تخضع لرغبات الأفراد و الجماعات و ما المنطلقات و المصادر التي استند إليها القائلون بنسبية القيم أو ثباتها و ما النتائج المترتبة على كل قول منها