أدب القضاء عند الحنابلة و كتاب أعلام الموقعين أنموذجا

الملخص AR

يعتني فقهاء المذهب الحنبلي بإفراد القضاء و آدابه و بيناته بمؤلفات خاصة كغيرهم من فقهاء المذاهب الأخرى السالف ذكرها و هذا يرجع إلى سببين رئيسين هما: اكتفاء فقهاء المذهب بما دونوه في كتب الفروع الفقهية من أبواب خاصة بالقضاء و آدابه و بيناته فقد تناولوا هذه المسائل بوضوح و بيان في كتبهم الفقهية أن المذهب الحنبلي لم يكن مذهبا رسميا للدولة في العصور السالفة إلا عند ظهور الدولة السعودية الأولى في الجزيرة العربية عام 1157هـ و لا زال الأمر كذلك في الدولة السعودية في جميع أدوارها حتى الآن بينما كان للمذاهب الثلاثة دور سياسي.

و يتناول البحث كذلك كتاب "إعلام الموقعين عن رب العالمين" للإمام ابن القيم (ت 751هـ) من حيث مؤلفه و منهجه في تأليفه لهذا الكتاب العظيم و الذي جعل كثيرا من العلماء قديما و حديثا يولونه الاهتمام و العناية حتى إنهم قد تنوعت مشاربهم في تناول هذا الكتاب وفي إدراجه تحت أي علم من العلوم و ما ذلك إلا لتنوع و تفرع مسائله و غزارة مادتهوتنوع وضوعاته وت نتاول الكتاب من خلال المطالب.

نبذة مختصرة عن المؤلف من ناحية: اسمه و نسبه و وفاته و مكانته العلمية المرموقة وهل ولي العلامة ابن القيم القضاء حتى يبرز في هذا المجال و كيف كانت حياته العلمية و من هم شيوخه و تلاميذه ثم يعرج بذكر بعض كتبه و التي كان لها الشهرة الكبيرة و أخذت المكانة العظيمة ثم يتناول منهجه في الاستنباط و تعليل الأحكام و منهجه في عرض أقوال العلماء و المذاهب و ذكر الخلاف الفقهي و منهجه في عرض الأدلة و منهجه في ذكر التطبيقات القضائية و أبرز ما امتاز به الكتاب حيث يعتبر من أجل مؤلفات ابن القيم و أهمها وأول كتاب من نوعه في أصول التشريع و أسراره و بيان مذاهب السلف في الفتوى و الاجتهاد و التعريف بأعيان المفتين من الصحابة و التابعين و ما فيه من استقراء غرائب المسائل و لطائف الأبواب في الفقه و أصوله.